ليث محمد رضا ويكيبيديا – صحفي عراقي

هزّ مقتل الصحفي العراقي البارز ليث محمد رضا الأوساط الإعلامية في البلاد، بعدما أردي قتيلاً في العاصمة بغداد خلال مشاجرة تطورت إلى جريمة قتل، أثارت موجة غضب واسعة بين الصحفيين والناشطين.
الصحفي أحمد عبد الحسين وصف رحيله بالخسارة الكبيرة، مشيدًا بأخلاقه الرفيعة ومهنيته العالية التي أهلته لنيل جوائز عالمية في الصحافة الاقتصادية، وأكد أنه لقي مصرعه أثناء موعد الإفطار الرمضاني بسبب «مشاجرة بسيطة» كان يمكن أن تنتهي بسلام، لولا أن الطرف الآخر كان مسلحًا.
وكالة الأنباء العراقية أكدت خبر مقتله، مشيرة إلى أنه كان مثالًا للموظف المخلص والمتفاني، كما نعته المؤسسات الصحفية وزملاؤه بكلمات مؤثرة، تعكس احترامهم لمسيرته الصحفية الحافلة بالمهنية.
الحادثة وقعت في منطقة العرصات وسط بغداد، عندما دخل رضا في خلاف مع سائق سيارة فارهة كان يقودها بسرعة وسط الحي، حيث طلب منه التوقف عن القيادة بهذه الطريقة حفاظًا على سلامة الأطفال، وفق شهادة إحدى المارات، لكن الموقف تصاعد سريعًا، ليقوم السائق المسلح بإطلاق النار عليه.

الفيديو الذي انتشر للحظة مقتله أثار استياءً واسعًا، وسط انتقادات للبيان الرسمي الصادر عن وزارة الداخلية، الذي وصف الحادثة بـ«المشاجرة»، وهو ما رفضته الصحفية آية منصور، معتبرة أن هذا الوصف يساوي بين الجاني والضحية، رغم أن أحدهما كان مسلحًا والآخر مجرد صحفي يحمل قلمه.
السلطات الأمنية أعلنت أن الجريمة «جنائية» وليست اغتيالًا، مشيرة إلى أن القاتل كان أحد جيران رضا، فيما أكدت مصادر أمنية أن القاتل محاصر في منطقة أبي غريب، حيث تجري محاولات للقبض عليه.
رحيل ليث محمد رضا بهذه الطريقة سلط الضوء مجددًا على المخاطر التي تواجه الصحفيين في العراق، وسط مخاوف من أن يكون مجرد اسم جديد يُضاف إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين فقدوا حياتهم دون محاسبة للجناة.
كيف بلغ الاستهتار هذا الحد، ليُزهق روح إنسان نبيل ومجتهد مثل ليث محمد رضا؟
وكتب أنس مرشد عبر حسابه بفيسبوك: “في مساء هذا اليوم وقبل الأفطار، تعرض الباحث والصحفي الاقتصادي الشاب ليث محمد رضا للقتل في بغداد اثر مشاجرة”.
وتابع: “كان ليث رمزًا للطموح والمثابرة بين شباب جيله، يقف على أعتاب إنجاز كبير بإتمام أطروحته للدكتوراه، ويحمل في قلبه أحلامًا واعدة لمستقبل مشرق”.
ومضى يقول: “شغل ليث منصبًا في شبكة الإعلام العراقي، وكرس حياته لخدمة المجتمع من خلال أعمال تطوعية متعددة ومبادرات بناءة. فقد كان عضوًا فعالًا في شبكة الاقتصاديين العراقيين، وأسس مركز إسناد للتنمية، كما وضع بصمته بتأسيس مجموعة (القيادة الاقتصادية)”.
وأتم: “أدعو الله أن يشمله برحمته الواسعة، وأن يمنح أهله ومحبيه الصبر والقوة لتحمل هذا الخطب الجلل”.
