اشتباكات الساحل السوري تثير تفاعلاً واسعًا.. فنانون يروون شهاداتهم ويدعون للوحدة

تشهد مناطق الساحل السوري، وخاصة جبلة في اللاذقية، توترًا متصاعدًا بعد أيام من المواجهات العنيفة التي اندلعت بين القوات الأمنية ومسلحين، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى وانتشار عمليات نهب وسرقة في بعض البلدات. وفي خضم هذه الأحداث، خرج عدد من الفنانين السوريين ليعبروا عن صدمتهم وينقلوا شهاداتهم حول ما يجري، وسط مطالبات بالتهدئة وإجراء تحقيقات شفافة.
نور علي تروي تفاصيل صادمة
في فيديو مؤثر نشرته عبر إنستغرام، بدت الممثلة السورية نور علي متأثرة وهي تتحدث عن الأحداث التي شهدتها جبلة، حيث تقيم عائلتها. وقالت إنها تمنت منذ اللحظة الأولى أن تتدخل السلطات الأمنية لاعتقال كل من يحمل السلاح لأغراض خارجية، مشيرة إلى أن بعض المسلحين الأجانب نفذوا عمليات قتل واعتداء على المدنيين.
كما كشفت أنها تعرضت لإطلاق نار أثناء سرقة سيارتها، لكنها تمكنت من التواصل مع قوات الأمن التي استجابت لندائها. وشددت على أن الأذى طال جميع السكان بغض النظر عن انتماءاتهم، مؤكدة أن ما يحدث يجب أن يكون دافعًا لوحدة السوريين، وليس لإثارة المزيد من الفتن.
أصوات فنية تطالب بالتحقيق والمحاسبة
الممثل السوري جهاد عبدو ظهر في فيديو عبر فيسبوك، مطالبًا بفتح تحقيق مستقل لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون. وأكد أن التهدئة ضرورة قصوى للخروج من هذه المرحلة العصيبة.
أما المطربة أصالة نصري، التي اشتهرت بمواقفها المعارضة، فقد علقت عبر حسابها في إكس قائلة: “والله مو معقول اللي عم يصير”، معبرة عن ألمها لما يشهده وطنها، داعية إلى وقف حمام الدم المستمر.
من جانبه، ألمح الفنان مازن الناطور إلى دور ما أسماه بـ”فلول النظام” في إثارة الفوضى، مطالبًا بضرورة التصدي لهم. فيما انتقدت الممثلة السورية علياء سعيد الأصوات التي حاولت التقليل من حجم الأزمة، مشيرة إلى أن الحكومة نفسها أقرت بوجود تجاوزات.
تحقيق رسمي في الأحداث
في ظل تصاعد الضغط الشعبي والجدل الدائر، أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري، ومن المقرر أن ترفع تقريرها خلال 30 يومًا.
مواجهات دامية وسقوط مئات القتلى
المواجهات الأخيرة بين القوات الأمنية ومسلحين يعتقد أنهم من مؤيدي النظام السابق، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص، وفق تقارير محلية، إضافة إلى انتشار عمليات سرقة ونهب نفذتها عناصر متفلتة، قبل أن تعلن القوى الأمنية تمكنها من استعادة بعض المسروقات والقبض على عدد من المتورطين.
دعوات إلى الوحدة في مواجهة الأزمة
مع تصاعد التوتر، يرى كثيرون أن المرحلة القادمة تتطلب تجاوز الانقسامات والعمل على استقرار البلاد، وهو ما شددت عليه أصوات عديدة داخل سوريا وخارجها، مطالبة بإنهاء حالة العنف وإيجاد حلول تحفظ حياة المدنيين وأمنهم.