سبب وفاة الشيخ حماد القباج.. من هو Hammad Kabbadj؟

فقدت الساحة العلمية والدعوية في المغرب والعالم الإسلامي الشيخ حماد القباج، الذي وافته المنية عصر الأحد 9 مارس 2025، عن عمر ناهز 48 عامًا، بعد صراع مع المرض إثر تعرضه لجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة استمرت أيامًا. ورغم التدخلات الطبية العاجلة، فإن وضعه الصحي لم يتحسن، ليرحل تاركًا خلفه إرثًا علميًا وفكريًا بارزًا.
سبب وفاة الشيخ حماد القباج Hammad Kabbadj
وتعرض الشيخ حماد القباج خلال الأيام الأخيرة لجلطة دماغية مفاجئة أثرت بشكل كبير على وضعه الصحي، استدعت نقله إلى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية دقيقة في محاولة لإنقاذ حياته، إلا أن حالته تدهورت لاحقًا، ودخل في غيبوبة لم يفق منها حتى إعلان وفاته. كانت إصابته بالشلل الرباعي منذ صغره تحديًا صحيًا كبيرًا، لكنه تغلب عليه بقوة عزيمته ليصبح أحد أبرز العلماء والدعاة في المغرب، غير أن الجلطة الأخيرة كانت أقوى من قدرته على المقاومة.
من هو Hammad Kabbadj
وُلد الشيخ حماد القباج في 8 يناير 1977 بمدينة مراكش، ونشأ في بيئة علمية ودينية ساعدته على حب العلم الشرعي منذ صغره.
وعلى الرغم من تعرضه لحادث في أبريل 1993 أدى إلى إصابته بشلل رباعي، لم يستسلم لهذا الوضع، بل استمر في طلب العلم بطريقة غير تقليدية، فواصل دراسته الثانوية بتفوق، ثم اتجه إلى التلقي عن كبار العلماء والمشايخ في المغرب وخارجه، ليصبح لاحقًا من رموز الدعوة والتدريس في البلاد.
وحفظ الشيخ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، كما أتم حفظ عدد من المتون العلمية في العقيدة والفقه والتجويد والحديث. وقد تتلمذ على يد مجموعة من العلماء البارزين، من بينهم العلامة محمد الأمين بوخبزة، والدكتور عبد السلام الخرشي، والدكتور عبد الكريم الفيلالي، إضافة إلى عدد من كبار الفقهاء والمحدثين في المغرب والعالم الإسلامي.
الإجازات العلمية والمكانة الفقهية
وحصل الشيخ حماد القباج على عدة إجازات علمية في الحديث والفقه وعلوم القرآن، وكان مرجعًا في المذهب المالكي. ومن أبرز الإجازات التي حصل عليها:
- إجازة عامة وخاصة من الشيخ محمد الأمين بوخبزة.
- إجازة علمية من العلامة عادل بن المحجوب رفوش.
- إجازة من العلامة المختار بن العربي مومن الجزائري.
- إجازة عامة وخاصة في دواوين السنة والتفسير والفقه من العلامة مساعد بن بشير الحسيني.
مسيرته في التدريس والدعوة
وكرّس الشيخ حماد القباج حياته للتدريس في دور القرآن الكريم منذ عام 1998، حيث أشرف على تعليم العديد من الطلبة وتخريج أجيال من الدعاة والباحثين في العلوم الشرعية. كما تولى مسؤوليات دعوية متعددة، من بينها تأسيس والإشراف على مواقع إلكترونية إسلامية، وإدارة مشاريع تعليمية ودعوية داخل جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في مراكش.
وإلى جانب نشاطه في التدريس، كان عضوًا بارزًا في هيئات علمية وإعلامية، حيث شارك في تحرير أسبوعية «السبيل» المغربية، وقدم محاضرات وندوات فكرية ودعوية تناولت قضايا العقيدة والسلوك والمجتمع. كما كانت له إسهامات في الحوار الوطني حول المجتمع المدني، حيث عُيّن عضوًا في لجنة الحوار الوطني بالمغرب عام 2013.
إنتاجه العلمي ومؤلفاته
وتميّز الشيخ حماد القباج بإنتاجه الفكري الغزير، حيث كتب العديد من المقالات في الصحف والمجلات الوطنية والدولية، إلى جانب نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي. كما ألّف عددًا من الكتب المهمة التي تناولت قضايا الفقه والعقيدة والسلوك، من أبرزها:
- المغني عن الأسفار في معرفة أحكام وآداب الأسفار
- الأدلة القطعية على تحريم التفجيرات التخريبية التي تمارس باسم الجهاد
- منزلة المرأة في الإسلام وكشف الشبهات
- السلفية في المغرب ودورها في محاربة الإرهاب
- نظام الحكم في الإسلام والمسألة الدستورية في المغرب
- مشاهد الطيران بين بدائع الإيمانيات وروائع التشريعات
- دفع الأتراح وجلب الأفراح بتقريب كتاب حادي الأرواح لابن القيم
كما كان له اهتمام كبير بقضايا المرأة في الإسلام، حيث أسس موقعًا إلكترونيًا مخصصًا لبحث هذه القضايا، وأشرف عليه لعدة سنوات.
الداعية حماد القباج في ذمة الله
رحيل الشيخ حماد القباج يُعد خسارة كبيرة للوسط الدعوي والعلمي، فقد كان من أبرز العلماء والدعاة في المغرب، وتميز بأسلوبه السهل والعميق في تقديم العلوم الشرعية ونشر الفكر الوسطي المعتدل. ترك وراءه إرثًا علميًا ثريًا سيبقى مرجعًا للأجيال القادمة، وسيظل اسمه حاضرًا في المشهد العلمي والدعوي لسنوات طويلة.