تقارير

قصة سفاح البنوك الكويت ١٩٨٣ – من مسلسل وحوش arabseed

الكويت – في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الكويت في الثمانينات، تحولت حياة رجل الأمن جاسم جاسم من وكيل شرطة إلى قاتل محترف، لينتهي به المطاف إلى حبل المشنقة بعد سلسلة من الجرائم الدامية التي ارتكبها بحق أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يحملون المال.

من رجل أمن إلى مجرم خطير

ولد جاسم جاسم في الكويت، وعُرف في بدايات حياته بالذكاء والطموح، حيث التحق بسلك الشرطة عام 1972، ليصبح وكيل ضابط في الإدارة العامة للمباحث الجنائية. استمر في وظيفته نحو 10 سنوات، لكنه لم يكن منضبطًا، حيث اعتاد على التغيب المتكرر عن العمل، وقضى فترات طويلة في السفر خارج الكويت، مما تسبب في فصله من الخدمة عام 1982.

بعد فصله، سافر إلى بولندا، لكنه عاد إلى الكويت في أكتوبر 1983 وهو لا يملك سوى 500 دولار فقط، ما جعله يبحث عن أي وسيلة للحصول على المال. وهنا خطرت له فكرة تنفيذ عمليات سطو مسلح، مستغلًا خبرته في العمل الشرطي ومعرفته بالتحقيقات الجنائية.

سرقة سلاح الشرطة لتنفيذ الجرائم

كانت أولى خطواته لتنفيذ مخططه الإجرامي هي الحصول على سلاح ناري. استغل صداقته مع أحد أفراد الشرطة، وتمكن من سرقة مسدس وذخيرة من منزله دون علمه. بعد تأمين السلاح، بدأ جاسم يراقب البنوك بحثًا عن ضحايا يسحبون مبالغ مالية كبيرة، ليكونوا هدفًا سهلاً لجرائمه.

أولى جرائمه: قتل سعودي لسرقة 150 دينارًا

في يوم 22 أكتوبر 1983، تواجد جاسم في محيط أحد البنوك لمراقبة الضحايا المحتملين. وبعد فترة قصيرة، رصد مواطنًا سعوديًا يُدعى ملفي، خرج من البنك وهو يحمل 150 دينارًا. اقترب منه جاسم متظاهرًا بأنه بحاجة إلى توصيلة، وبحكم شهامته، وافق ملفي على إيصاله.

خلال الطريق، طلب جاسم التوجه إلى منطقة معزولة بحجة مقابلة أحد أصدقائه، وهناك استغل الفرصة وأخرج المسدس ليطلق عليه رصاصتين في الصدر، مما أدى إلى مقتله على الفور. بعدها، سرق الأموال التي بحوزته، وألقى الجثة في موقف سيارات عمومي، قبل أن يغادر المكان هادئًا وكأن شيئًا لم يكن.

سفاح البنوك الكويت

جريمة ثانية في نفس اليوم: قتل محصل أردني بحثًا عن المال

لم يكتفِ جاسم بجريمته الأولى، بل قرر تنفيذ جريمة جديدة في نفس اليوم. توجه إلى بنك الكويت والشرق الأوسط، حيث راقب الداخلين والخارجين، حتى وقع اختياره على نبيه، وهو محصل أردني في الستين من عمره، كان يحمل حقيبة سوداء اعتقد أنها تحتوي على مبلغ مالي كبير.

وكما فعل مع ضحيته الأولى، تظاهر جاسم بأنه بحاجة إلى توصيلة إلى فندق ماريوت، فوافق نبيه بحسن نية. لكن عند وصولهما إلى منطقة معزولة، أخرج جاسم سلاحه وأطلق عليه رصاصتين في الصدر، ثم سارع إلى فتح الحقيبة بحثًا عن المال، لكنه تفاجأ بأنها لم تكن تحتوي سوى على أوراق وشيكات، ما أثار غضبه بشدة.

أدرك جاسم أنه بحاجة إلى إخفاء الجريمة بسرعة، فقام بالتخلص من الجثة في المنطقة، ثم قاد السيارة إلى منزله، حيث بدأ في وضع خطة جديدة للهروب من الملاحقة الأمنية.

الشرطة تلاحق القاتل المجهول

بعد اكتشاف الجرائم، بدأت الشرطة الكويتية في تحليل الأدلة وجمع المعلومات. وكانت سيارة الضحية الأردني نبيه أحد أهم الأدلة التي قادت المحققين إلى الجاني، حيث تم العثور عليها وبداخلها آثار دماء، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تتبع خط سير الضحية قبل وقوع الجريمة.

من خلال التحريات، تم تحديد آخر شخص شوهد مع القتيل، ليتم القبض على جاسم جاسم بعد فترة وجيزة. وخلال التحقيقات، حاول الإنكار في البداية، لكنه انهار أمام الأدلة القوية، ليعترف بارتكاب الجريمتين بالتفصيل، كاشفًا عن الدوافع التي دفعته إلى القتل من أجل المال.

المحاكمة وتنفيذ حكم الإعدام

بعد استكمال التحقيقات، تم تقديم جاسم إلى المحاكمة، حيث صدر بحقه حكم الإعدام شنقًا. وبعد استنفاد كافة درجات التقاضي، نُفذ الحكم بحقه ليكون عبرة لمن تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.

مثّلت قضية جاسم جاسم واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ الكويت وتم عرضها في مسلسل “وحوش – رمضان 2025″، حيث صدمت الرأي العام بسبب تحول رجل شرطة إلى قاتل بدم بارد. ورغم ذكائه في تنفيذ الجرائم، إلا أن العدالة لاحقته سريعًا، لتكتب نهايته على يد القضاء العادل، بعد أن حوّل طموحه الأمني إلى حياة إجرامية انتهت خلف القضبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى