ويكيبيديا النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

في السنوات الأخيرة، تصاعدت مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، المعروفة اختصارًا بـ STEM، لتكسر الحواجز التي طالما وقفت عائقًا أمامها في هذه القطاعات.
ورغم تحقيق تقدم ملحوظ، لا تزال هناك فجوة بين الجنسين تتطلب جهودًا أكبر لسدها، مع استمرار بعض التحديات التي تعيق المسار المهني للمرأة في هذه المجالات الحيوية.
ويكيبيديا النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات
عالميًا، تُشكّل النساء نسبة 31% فقط من إجمالي الباحثين في مجالات STEM، وفقًا للإحصاءات الحديثة. لكن هذه النسبة ليست ثابتة في جميع المناطق، حيث تختلف من قارة لأخرى.
ففي آسيا الوسطى، تصل مشاركة النساء في الأبحاث العلمية إلى 46%، بينما تهبط هذه النسبة إلى أقل من 20% في شرق آسيا والمحيط الهادئ.
أما في إفريقيا جنوب الصحراء، فتصل نسبة النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا إلى حوالي 30%، مما يعكس تفاوتًا واضحًا بين الدول والمناطق المختلفة.

ما الذي يُعيق تقدم المرأة في هذه المجالات؟
رغم الكفاءات العالية التي تتمتع بها النساء في STEM، إلا أن هناك عقبات مستمرة تحد من وصولهن إلى مناصب عليا أو فرص متساوية مع الرجال، ومن أبرز هذه التحديات:
التصورات النمطية: لا تزال بعض المجتمعات تعتقد أن العلوم والهندسة مجالات ذكورية، مما يؤثر على توجه الفتيات نحو هذه التخصصات منذ سن مبكرة.
نقص النماذج النسائية الملهمة: قلة عدد النساء في المناصب القيادية في الشركات التقنية والمؤسسات البحثية يجعل من الصعب على الشابات العثور على قدوات يحتذين بها.
الفجوة في الأجور والفرص الوظيفية: غالبًا ما تتقاضى النساء في STEM رواتب أقل من نظرائهن الرجال، ويواجهن تحديات في الترقي إلى المناصب العليا.
مبادرات لتعزيز حضور المرأة في STEM
لمواجهة هذه التحديات، أُطلقت العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة في هذه المجالات، ومنها برامج الإرشاد والتوجيه المهني، التي تساعد الفتيات على بناء مسار وظيفي ناجح في STEM.
بالإضافة إلى ورش العمل والدورات التدريبية، التي تُقدم مهارات عملية وتُعزز ثقة النساء في قدراتهن العلمية والتقنية، وكذلك سياسات التوظيف العادلة، التي تتبناها بعض الشركات والمؤسسات لتوفير فرص متساوية بين الجنسين.

نساء صنعن الفارق في STEM
رغم العقبات، هناك العديد من النساء اللواتي استطعن تحقيق إنجازات عظيمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مثل:
- سالي رايد، التي دخلت التاريخ كأول امرأة أمريكية تسافر إلى الفضاء، ممهدة الطريق للعديد من النساء في مجالات الفضاء والعلوم.
- ماريا جوديتسكايا، العالمة التي ساهمت في تطوير الخوارزميات الحاسوبية الحديثة.
- إديث كلارك، أول مهندسة كهربائية أمريكية تحصل على براءة اختراع وتحمل شهادة في الهندسة الكهربائية.
ومع تزايد المبادرات الداعمة وتعزيز الوعي بأهمية دور المرأة في STEM، تتجه الأرقام نحو التغيير الإيجابي، فقد أظهرت بعض الدراسات أن النساء في مجال الهندسة أكثر استمرارية من الرجال، مما يدل على قدرتهن العالية على مواجهة التحديات والتفوق في هذه المجالات، كما أن نسبة النساء الحاصلات على درجات علمية في STEM تتزايد بشكل ملحوظ في العديد من الدول، مما يبشر بمستقبل أكثر إنصافًا.
لا شك أن النساء أثبتن جدارتهن في مجالات STEM، إلا أن الطريق نحو التوازن الكامل لا يزال طويلًا، ولعل تحقيق ذلك يتطلب جهودًا مجتمعية مستمرة، بدءًا من تغيير العقليات السائدة، ومرورًا بتوفير بيئة داعمة، وانتهاءً بسياسات تشجع النساء على تحقيق طموحاتهن العلمية والمهنية دون قيود.
اقرأ أيضاً: سؤال يزيد الراجحي اليوم ماذا ترمز الأركان الأربعة لمصرف الراجحي