حقيقة اعتقال هادي العامري وقيس الخزعلي

شهدت الساعات الماضية تداولًا واسعًا لأنباء تفيد باعتقال كل من هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، وقيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، من قبل القوات الأمريكية في العراق.
وقد انتشرت هذه المعلومات عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، مما أثار جدلًا واسعًا حول صحتها ومدى دقتها، ومع ذلك، فإن الفحص الدقيق للمصادر الرسمية والتقارير الميدانية يكشف أن هذه الأخبار ليست حديثة، وإنما تعود إلى عام 2020، حيث تم نفيها رسميًا في ذلك الوقت.
حقيقة اعتقال هادي العامري وقيس الخزعلي
في الثالث من يناير 2020، نفذت الولايات المتحدة غارة جوية قرب مطار بغداد الدولي، أدت إلى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، عقب هذه العملية، ظهرت مزاعم بأن القوات الأمريكية اعتقلت عددًا من قادة الفصائل المسلحة المقربة من إيران، ومن بينهم العامري والخزعلي.
ورغم أن الأنباء انتشرت بسرعة آنذاك، فإن مصادر رسمية وسياسية سارعت إلى نفيها، فقد صرّح النائب عن تحالف الفتح، مختار الموسوي، بأن “الأنباء التي تتحدث عن اعتقال هادي العامري لا أساس لها من الصحة”، مؤكدًا أن مثل هذه الأخبار تهدف إلى إثارة البلبلة في الشارع العراقي.
من جانبه، نفى المتحدث باسم حركة عصائب أهل الحق، جواد الطليباوي، الأنباء المتعلقة باعتقال قيس الخزعلي، مشددًا على أن “هذه المزاعم غير صحيحة وتهدف إلى زعزعة الوضع الأمني في البلاد”.

ورغم مرور أكثر من أربع سنوات على هذه الحادثة، عادت الشائعة للظهور مجددًا في 2025، حيث انتشرت مقاطع فيديو وتقارير غير دقيقة تدعي أن العامري والخزعلي قد تم اعتقالهما حديثًا.
ولكن عند التحقق من المصادر الموثوقة، تبين أن هذه الأخبار تستند إلى معلومات قديمة تمت إعادة تداولها على نحو مضلل، دون أي أدلة جديدة تدعمها.

كما أن السلطات العراقية لم تصدر أي بيان رسمي يشير إلى حدوث اعتقالات لقادة سياسيين بارزين، وهو ما يؤكد أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة.
ويؤكد محللون سياسيون أن إعادة نشر مثل هذه الأخبار قد يكون جزءًا من محاولات لإثارة التوترات السياسية والأمنية في العراق، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة.
طالع أيضاً: خبر وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان Pope Francis.. حقيقة أم شائعة؟