الشبكة المظلمة أو «دارك ويب» تمثل جزءًا مخفيًا من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث التقليدية، ويتطلب متصفحًا خاصًا مثل «Tor» لتصفحه بسرية تامة.
تُعرف هذه الشبكة بكونها بيئة مثالية للنشاطات غير القانونية، حيث يُمكن العثور فيها على الأسواق السوداء التي تتيح بيع المخدرات والأسلحة والمعلومات المسروقة، بالإضافة إلى خدمات الاختراق والقرصنة الإلكترونية.
وفقًا لدراسة أجراها باحثون في كلية كينجز بلندن، فإن 57% من المواقع على الشبكة المظلمة تستضيف أنشطة غير مشروعة، مما يعزز سمعتها كملاذ للمجرمين الإلكترونيين.
ومع ذلك، فإن «دارك ويب» لا يقتصر على النشاطات الإجرامية فحسب، إذ يستخدمه بعض الصحفيين والناشطين في الدول القمعية للتواصل بشكل آمن بعيدًا عن رقابة الحكومات، كما يضم مجتمعات افتراضية شرعية مثل نوادي الشطرنج ومنصات التواصل الخاصة.
وبالرغم من أن «الإنترنت المظلم» يثير فضول الكثيرين، فإن استكشافه دون معرفة ودراية بالأخطار المحيطة قد يعرض المستخدمين لمخاطر قانونية وأمنية جسيمة، خاصة مع انتشار عمليات الاحتيال والاختراقات الإلكترونية التي تستهدف الزائرين غير المحترفين.
الدارك ويب (Dark Web) وعلاقته بإنستقرام: المفهوم والانتشار على الريلز
ما هو الدارك ويب؟
الدارك ويب هو جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث العادية مثل جوجل، بل يحتاج إلى برامج خاصة مثل متصفح “Tor” للوصول إليه. يتميز هذا الجانب من الإنترنت بقدر عالٍ من الخصوصية وإخفاء الهوية، مما يجعله بيئة مناسبة للأنشطة السرية، سواء كانت قانونية مثل التواصل المجهول أو غير قانونية مثل الأسواق السوداء والاختراقات.
لماذا ظهر مصطلح “دارك ويب” في ريلز إنستقرام؟
خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بتاريخ 26-27 فبراير 2025، لاحظ العديد من المستخدمين انتشار فيديوهات في قسم “الريلز” على إنستقرام تتحدث عن “الدارك ويب”. قد يعود سبب هذا الانتشار إلى أحد السيناريوهات التالية:
- عطل فني في خوارزمية إنستقرام
- قد يكون هناك خلل تقني تسبب في ترويج هذا النوع من المحتوى بشكل عشوائي أو تلقائي، مما أدى إلى ظهوره بشكل متكرر في الريلز.
- زيادة الاهتمام العام بمواضيع الإنترنت المظلم
- أحيانًا تشهد منصات التواصل الاجتماعي موجات من المحتوى المرتبط بموضوع معين بسبب أخبار حديثة، فضائح رقمية، أو حتى حملات تسويقية.
- استغلال الذكاء الاصطناعي في المحتوى المثير للجدل
- بعض منشئي المحتوى يستخدمون العناوين الجذابة والمثيرة مثل “الدارك ويب” لجذب الانتباه وزيادة نسب المشاهدة، حتى لو لم يكن المحتوى نفسه متعلقًا بالمفهوم بشكل مباشر.
- أنشطة مشبوهة أو حملات اختراق
- في بعض الحالات، يتم استغلال المنصات الاجتماعية للترويج لأنشطة غير قانونية مرتبطة بالدارك ويب، وقد يكون الانتشار الأخير جزءًا من حملة مماثلة.
العطل الذي شهدته إنستقرام في 26-27 فبراير 2025
خلال تلك الفترة، أبلغ العديد من المستخدمين عن مشاكل في تحميل الريلز والمنشورات، مما أدى إلى زيادة الشكاوى على منصات مثل تويتر وفيسبوك. رغم عدم وجود إعلان رسمي من شركة ميتا (Meta) حول السبب، فقد تكون هناك علاقة بين هذا العطل وبين انتشار محتوى الدارك ويب، خاصة إذا كان الخلل مرتبطًا بأنظمة التوصية التي يعتمد عليها إنستقرام لعرض الفيديوهات.
كيف يؤثر الدارك ويب على وسائل التواصل الاجتماعي؟
- الخصوصية والاختراقات
- يتم استخدام الدارك ويب لبيع بيانات مسربة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من المخاطر الأمنية.
- انتشار المحتوى المشبوه
- بعض المحتويات التي يتم تداولها في الدارك ويب تجد طريقها إلى إنستقرام عبر حسابات مشبوهة أو منشئي محتوى غير موثوقين.
- التأثير على الذكاء الاصطناعي والتوصيات
- عندما ينتشر موضوع معين بشكل مفاجئ، يمكن أن تؤدي خوارزميات إنستقرام إلى تضخيمه دون تمييز بين المحتوى التثقيفي والمحتوى الضار.
كيف تحمي نفسك؟
- تجنب النقر على الروابط غير المعروفة عند مشاهدة فيديوهات مشبوهة في الريلز.
- الإبلاغ عن المحتوى المخالف حتى لا تنتشر معلومات غير موثوقة.
- استخدام إعدادات الأمان في إنستقرام لحماية بياناتك من الاختراقات.
وبشكل عام، يعد الدارك ويب جزءًا غامضًا من الإنترنت، وغالبًا ما يُستخدم كأداة للإثارة في محتوى وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن عندما يرتبط ظهوره بتعطل إنستقرام أو انتشاره غير المعتاد في الريلز، فإنه يثير تساؤلات حول أسباب ذلك وتأثيره على المستخدمين. في النهاية، تبقى التوعية الرقمية والحذر هما السلاح الأفضل لحماية بياناتك وتجربتك على الإنترنت.
