أخبار متنوعة

نهاية نظام ما بعد الحرب.. سياسة القوة تعود إلى الظهور في العالم!

يبدو أن العالم يعود بسرعة إلى عصر مظلم من سياسات القوة، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن الأمن العالمي ومستقبل النظام الدولي.

لقد انهارت حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي اتسمت بالسلام النسبي، والتي حافظ عليها “توازن الرعب” الهش بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، كان انهيار الاتحاد السوفييتي في البداية بمثابة لمحة عن عالم موحد، لكن صعود قوى إقليمية جديدة سرعان ما بدد تلك الآمال.

حرب أوكرانيا.. حافز للفوضى

إن الحرب المستمرة في أوكرانيا بمثابة تذكير صارخ بهشاشة أطر الأمن الدولي. لقد كشف الصراع القيود المفروضة على مؤسسات مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، في حين سلط الضوء على أولوية القوة في حل النزاعات.

إن الحرب في أوكرانيا، على الرغم من التعاطف العالمي مع الأوكرانيين، تسلط الضوء في نهاية المطاف على حقيقة سياسات القوة.

إن القوة العسكرية الروسية تطغى على القوة العسكرية لأوكرانيا، ومن المرجح أن يتضاءل الدعم الأوروبي بمرور الوقت، وهو ما قد يؤدي إلى مستقبل حيث يتم التضحية بالأراضي الأوكرانية لاسترضاء روسيا الصاعدة.

تآكل المثل العليا:

إن النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، والذي بني على مبادئ مثل تقرير المصير واحترام الحدود، يتآكل، ويجسد تدخل روسيا في أفريقيا من خلال مجموعة فاغنر هذا التجاهل للأعراف الراسخة.

ويسلط الوضع في الشرق الأوسط الضوء بشكل أكبر على هذا النفاق، حيث يغض الغرب الطرف عن التصرفات الإسرائيلية في حين يهدد بفرض عقوبات على أولئك الذين يسعون إلى المساءلة من خلال المحكمة الجنائية الدولية.

الديمقراطيات في حالة تغير مستمر:

وحتى الديمقراطيات الغربية تشهد تحولاً مثيراً للقلق، ويهدد تصاعد الشعبوية وسياسات الهوية التماسك الاجتماعي، في حين يثير النفوذ المتزايد للمصالح المالية في الانتخابات تساؤلات حول المعنى الحقيقي للديمقراطية.

الانتشار النووي يلوح في الأفق!

إن السباق على الأسلحة النووية من جانب دول مثل إيران يضيف طبقة أخرى من الخطر إلى المشهد العالمي المضطرب بالفعل، إن استخدام إيران لوكلاء لزعزعة استقرار الأمن الإقليمي، من الحوثيين في اليمن إلى الجماعات المسلحة في لبنان، يزيد من المخاوف بشأن العواقب المحتملة لإيران المسلحة نوويا.

طالع | 10 حروب غيرت وجه العالم.. رحلة عبر تاريخ الصراع

ويتطلب الواقع الجيوسياسي الجديد تحولا جوهريا في المنظور، الضعف يدعو إلى الضعف، إن تجاهل النظام العالمي المتغير سيؤدي إلى عواقب مدمرة، وتقع المسؤولية على عاتق الزعماء السياسيين للتكيف والتنقل في هذا العالم الجديد المعقد.

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط مثالاً رئيسياً لعواقب الفشل في التكيف، إن انتشار الحروب الأهلية وتفكك الوحدة الوطنية في جميع أنحاء المنطقة يخلق أرضا خصبة للتدخل الخارجي، كما أن عدم القدرة على فهم الديناميكيات العالمية المتغيرة يزيد من تفاقم الوضع.

نداء للاستيقاظ:

الاستنتاج واضح: أغلب الصراعات التي نشهدها اليوم تنبع من فشل القيادة، إن السياسيين وصناع القرار الذين ما زالوا أسرى نماذج عفا عليها الزمن يعرضون مستقبل الأمن والسلام الدوليين للخطر، إن العالم في حاجة ماسة إلى قادة يتمتعون بالرؤية والشجاعة اللازمة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى