زيلينسكي يقترب من توقيع اتفاق مثير للجدل مع واشنطن
صفقة أوكرانيا وأميركا.. موارد طبيعية مقابل مساعدات أمنية

اقتربت أوكرانيا والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن استغلال الموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل الحصول على مساعدات أمنية، في خطوة تعكس تحولًا جديدًا في العلاقة بين البلدين وسط استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المفاوضات بين الطرفين أحرزت تقدمًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيتم توقيعه قريبًا، وفقًا لما صرح به المبعوث الأميركي الذي توقع إنهاء الصفقة خلال أسبوع.
وتسعى واشنطن إلى الوصول إلى المعادن والموارد الحيوية في أوكرانيا، بينما تضغط كييف من أجل الحصول على ضمانات أمنية، خاصة مع استمرار خسارتها للأراضي لصالح روسيا، حيث قدرت السلطات الأوكرانية قيمة الموارد التي باتت تحت سيطرة موسكو بنحو 350 مليار دولار.
ورغم رفض أوكرانيا في وقت سابق لمطالب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب باستخدام مواردها لتعويض المساعدات الأميركية، فإن الاتفاق الجديد ينص على منح الولايات المتحدة نصف عائدات الموارد الطبيعية الأوكرانية، بما في ذلك المعادن والغاز والنفط، بالإضافة إلى الأرباح الناتجة عن الموانئ والبنية التحتية، وفقًا لمسودة الاتفاق المؤرخة في 21 فبراير/شباط.
كما يتضمن الاتفاق تحويل هذه العائدات إلى صندوق تمتلك واشنطن فيه حصة مالية كاملة، على أن تساهم أوكرانيا بمبلغ يصل إلى 500 مليار دولار، وهو رقم يفوق بكثير إيراداتها السنوية من الموارد، التي لم تتجاوز 1.1 مليار دولار العام الماضي، ويزيد عن إجمالي المساعدات الأميركية التي تلقتها كييف حتى الآن.
وفي حين يمنح الاتفاق الولايات المتحدة إمكانية إعادة استثمار جزء من العائدات في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، إلا أن بعض بنوده تبدو أكثر صرامة مقارنة بالمسودة السابقة، ما دفع زيلينسكي إلى التردد في التوقيع خلال الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من مطالبة أوكرانيا بضمانات أمنية واضحة، فإن النسخة الجديدة من الاتفاق لم تتضمن أي التزام أمني محدد من الجانب الأميركي، مما يثير تساؤلات حول المكاسب الفعلية لكييف في هذه الصفقة.
وتواصل السلطات الأوكرانية دراسة الاتفاق قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن الموافقة عليه، وسط ضغوط سياسية داخلية وخارجية بشأن تداعياته على مستقبل البلاد في ظل الحرب الدائرة مع روسيا.