هل سماع صوت من تحب يزيل الالم؟

في عالم مزدحم بالتكنولوجيا والضغوط اليومية، قد يبدو تأثير الصوت أمرًا بسيطًا لا يُلقى له بالًا، لكن الحقيقة أن سماع صوت شخص نحبه يمكن أن يحمل في طياته سحرًا لا يوصف، قادرًا على تبديل مشاعرنا وتحسين حالتنا النفسية.
فكم مرة شعرت بالراحة لمجرد سماع صوت والدتك وهي تطمئن عليك؟ أو استعدت طاقتك بمجرد أن رن هاتفك ليحمل إليك صوت صديق عزيز؟ ربما يكون صوت من تحب هو العلاج الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية، لكنه قادر على التخفيف من الألم النفسي والجسدي بطريقة مذهلة.
التأثير النفسي لصوت من تحب
عندما نسمع صوت شخص مقرب إلينا، تحدث تفاعلات كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين المزاج والشعور بالأمان، فالصوت الذي نألفه ونحبه يُحفّز إفراز هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين والدوبامين، وهما مسؤولان عن تخفيف التوتر وتحسين الحالة النفسية، هذه الهرمونات نفسها تُفرز عندما نعانق شخصًا عزيزًا، ما يفسر الشعور بالراحة عند سماع صوت مألوف حتى لو لم نكن نراه أمامنا.
وفقًا لبعض الدراسات النفسية، فإن سماع صوت أحد الأحباء قد يكون له تأثير مشابه لاحتضان فعلي، حيث يعزز الشعور بالدفء والاطمئنان، خاصة في اللحظات التي نشعر فيها بالوحدة أو القلق، وهذا ما يفسر لماذا يفضل البعض الاتصال هاتفيًا بأشخاص مقربين عند المرور بموقف صعب، لأن الصوت بحد ذاته يمكن أن يكون أداة فعالة للراحة والدعم النفسي.
هل سماع صوت من تحب يزيل الالم؟
في السنوات الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تفيد بأن مجرد سماع صوت شخص تحبه يمكن أن يقلل من مشاعر الاكتئاب بنسبة تصل إلى 96%، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات علمية مؤكدة تدعم هذه النسبة بالتحديد، إلا أن تجارب الناس في حياتهم اليومية تدل على وجود هذا التأثير الإيجابي.
أحد التفسيرات العلمية لهذا التأثير هو أن الصوت يربطنا بالذكريات الجميلة، فعندما نستمع إلى صوت شخص نحبه، تستعيد أدمغتنا اللحظات التي قضيناها معه، وهذا كفيل بأن يخلق لدينا شعورًا بالسعادة والطمأنينة، بالإضافة إلى ذلك، هناك دراسات تشير إلى أن سماع صوت الأحباء يمكن أن يُحدث انخفاضًا في مستويات هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر.
كيف يمكن أن يساعدنا صوت من نحب في مواجهة الألم؟
الألم لا يقتصر فقط على المشاعر النفسية، بل قد يمتد إلى الألم الجسدي أيضًا، وهنا يأتي الدور العجيب لصوت من نحب، بعض الدراسات أظهرت أن المرضى الذين يسمعون أصوات أحبائهم أثناء وجودهم في المستشفى يشعرون براحة أكبر، وقد يُسجل لديهم تحسن في استجابتهم للعلاج.
في إحدى الدراسات، تم اختبار تأثير سماع صوت الأم على الأطفال المصابين بالألم، وكانت النتيجة أن مجرد سماع صوت الأم عبر الهاتف كان له تأثير مشابه للمسكنات الخفيفة، حيث انخفضت مستويات التوتر لديهم بشكل ملحوظ، وإذا كان ذلك ينطبق على الأطفال، فمن المؤكد أنه ينطبق أيضًا على البالغين، حيث يمكن لصوت شخص مقرب أن يكون بمثابة مرهم للجروح العاطفية والجسدية.
التجربة الشخصية والعلم
بين العلم والتجربة الشخصية، يبقى تأثير صوت من نحب أمرًا لا يمكن إنكاره، كلنا نعرف ذلك الشعور الذي يتملكنا عندما يرن الهاتف ونسمع صوت شخص عزيز يخبرنا بأنه اشتاق إلينا، أو عندما يهمس لنا أحدهم بكلمات دعم في لحظة ضعف، هذا التأثير قد لا يكون ملموسًا مثل الدواء، لكنه يحمل في طياته قوة لا يمكن الاستهانة بها.
هناك من يجد في صوت والدته راحة لا يجدها في أي شيء آخر، وهناك من يشعر أن العالم أصبح أكثر بهجة لمجرد سماع ضحكة صديق عزيز، وهناك من تهدأ أعصابه تمامًا عندما يستمع إلى صوت شريكه بعد يوم طويل ومتعب، هذه ليست مجرد مشاعر عابرة، بل حقائق تؤكد أن الصوت يمكن أن يكون وسيلة قوية للعلاج العاطفي والنفسي.
اقرأ أيضاً: وش اقول لحبيبتي في عيد الحب