أكد المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي أن مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من السعودية باستثمارات تصل إلى تريليون دولار تبدو مبالغًا فيها وأرقامًا شبه خرافية.
وأوضح آل عاتي، خلال مشاركته في برنامج “قصارى القول” على قناة RT عربية، أن ترامب تحدث عن عرض استثمارات بقيمة 600 مليار دولار لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع طلب زيادتها إلى تريليون دولار، وهو ما اعتبره رقمًا غير واقعي رغم وجود مبادرات واستثمارات متبادلة بين الجانبين.
وأشار إلى أنه خلال الفترة الأولى من إدارة ترامب، تم الإعلان عن استثمارات سعودية بقيمة 450 مليار دولار، شملت صفقات دفاعية، واستثمارات في قطاعات مختلفة، وبرامج تعليمية، واتفاقيات مرتبطة بالنفط، لكنها لم تكن بمثابة “شيك مفتوح” بل كانت استثمارات محسوبة ومدروسة.
السعودية ترفض استخدام النفط كسلاح سياسي
وفيما يتعلق بالملف النفطي، شدد آل عاتي على أن المملكة العربية السعودية ترفض توظيف النفط كسلاح سياسي، معتبرًا أنه سلعة اقتصادية يجب أن تخدم مصالح المستهلكين والمستفيدين معًا.
وحول احتمال استجابة السعودية لأي طلبات أمريكية جديدة لخفض أسعار النفط، استذكر آل عاتي الهجمات الإرهابية التي استهدفت معمل بقيق وخريص عام 2019، والتي أثرت على الأسعار، مشيرًا إلى أن المملكة عملت على تعويض الأسواق سريعًا لضمان استقرار أسعار الطاقة.
وأكد أن الرياض لم تخضع للضغوط الأمريكية عندما طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن زيادة إنتاج النفط خلال زيارته إلى جدة، بل أكدت موقفها بأن النفط سلعة استراتيجية لا يمكن استخدامها كأداة للابتزاز السياسي، وهو ما أشاد به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وختم آل عاتي بأن المحادثات بين المملكة والإدارة الأمريكية مفتوحة على جميع الملفات، لكن الرياض تتعامل مع النفط بمسؤولية عالمية لضمان استقرار الأسواق، بعيدًا عن أي ضغوط سياسية.
