ديانة كومارى: ديانات غريبة لن تصدق وجودها

في عالمنا المليء بالتنوع الثقافي والتقاليد المتوارثة، تبرز بعض الممارسات والمعتقدات التي تبدو وكأنها خرجت من صفحات الأساطير، لكنها في الواقع تُمارَس يوميًا في أماكن مختلفة من العالم، وبينما اعتدنا على الأديان والمذاهب الكبرى التي تحكم فكر الغالبية العظمى من البشر، هناك معتقدات أخرى أقل شهرة لكنها تحمل في طياتها طقوسًا وأفكارًا قد تبدو صادمة أو غير مألوفة لمن يسمع عنها لأول مرة.
وحين نبحث في أعماق التاريخ والمجتمعات، نجد أن بعض الديانات لا تعتمد فقط على الإيمان الروحي أو الصلاة، بل تمتد إلى ممارسات حياتية غير تقليدية، حيث تُقدَّس بعض الفئات بشكل غير معتاد، وتُمارَس طقوس تتحدى المنطق السائد، من بين هذه المعتقدات الغريبة، تبرز ديانة فريدة من نوعها نشأت في بقعة جغرافية محددة، واستمرت لمئات السنين رغم كل ما مرّ عليها من تغيرات وتحولات.
ما هي ديانة كومارى؟
تُعتبر ديانة “كوماري” في نيبال من أغرب الممارسات الدينية في العالم، حيث تُعبد الفتيات الصغيرات كآلهة حية حتى بلوغهن سن الحيض، يُعتقد أن هذه الفتيات يجسدن روح الإلهة “تاليجو”، وتُمارس هذه الطقوس بين الهندوس والبوذيين في نيبال منذ قرون.
معايير اختيار الكوماري:
عملية اختيار الفتاة التي ستصبح “كوماري” تخضع لمعايير صارمة وغير عادية، يجب أن تكون الفتاة من طائفة “شاكيا” أو “باجراتشاريا”، وتتمتع بصفات جسدية محددة، مثل رموش تشبه رموش البقر، أفخاذ كأفخاذ الغزال، وصوت يشبه صوت البطة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون بشرتها صافية وخالية من العيوب، وشعرها أسود وناعم. تُجرى اختبارات نفسية للتأكد من شجاعتها، حيث تُعرض الفتاة لمواقف مخيفة، مثل التواجد في غرفة مظلمة تحتوي على رؤوس حيوانات مقطوعة، للتأكد من عدم شعورها بالخوف.
حياة الكوماري اليومية:
بعد اختيارها، تنتقل الفتاة للعيش في معبد مخصص، حيث تُمنع من مغادرته إلا في مناسبات دينية محددة، لا يُسمح لقدميها بلمس الأرض، ويتم حملها عند تنقلها.
ترتدي دائمًا ملابس حمراء، وتُزين بمجوهرات ذهبية، ويُرسم على جبينها عين ثالثة كرمز لقدسيتها. تُمنع من الذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع الأطفال الآخرين، وتعيش حياة منعزلة داخل المعبد.
نهاية فترة الكوماري:
تستمر الفتاة في دور “الكوماري” حتى تصل إلى سن البلوغ أو تفقد دمًا بسبب إصابة، حيث يُعتبر ذلك فقدانًا لقدسيتها.
عندها، تعود إلى حياتها الطبيعية، وتواجه تحديات في التأقلم مع المجتمع بعد سنوات من العزلة، ويُعتقد أن الزواج من “كوماري” سابقة قد يجلب الحظ السيئ، مما يجعل زواجهن أمرًا صعبًا في بعض الأحيان.