في عالمٍ تسكنه الحروف وتزهر فيه الكلمات، يتجلّى شغف الإنسان بالقراءة كنافذة تطل على آفاق لا متناهية من الإبداع والمعرفة، وبينما يُعيد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 تأكيد مكانته كأهم حدث ثقافي في المنطقة، ارتفعت أرقام الزوار لتصل إلى مستوى تاريخي جديد يُعبّر عن عشق الجمهور للكتاب والفكر، هذه الدورة، التي حملت شعار “اقرأ… في البدء كان الكلمة”، لم تكن مجرد معرض، بل كانت احتفالاً بالروح الثقافية والحوار الإنساني الذي يجمع بين الشعوب.
تفاصيل المعرض والإنجاز القياسي:
أنهى معرض القاهرة الدولي للكتاب فعالياته يوم الأربعاء، 5 فبراير 2025، مسجّلاً رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الزوار بلغ إجماله 5,547,970 زائرًا، وهو رقم لم يُشهد له مثيل في تاريخ المعرض.
شهد اليوم الأخير من الفعاليات تدفّقًا جماهيريًا كثيفًا، حيث زار 388,643 شخصًا الحدث في يوم واحد، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالثقافة والقراءة في مصر والعالم العربي.
تنوع المشاركين والفعاليات:
احتضنت الدورة الـ56 للمعرض مشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة، إضافة إلى 6150 عارضًا، مما جعلها منصة حيوية للحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين مختلف أوساط النشر والأدب، كما تميزت الدورة باحتفاء دولي، إذ حلت سلطنة عُمان ضيف شرف المعرض، مما أضفى طابعًا من التعاون والتواصل الثقافي بين الدول.
الشخصيات المميزة والفعاليات الخاصة:
لم يقتصر إنجاز المعرض على الأرقام القياسية فحسب، بل تجسّد أيضًا في اختيار الشخصيات التي منحت الحدث طابعاً خاصاً؛ فقد تم اختيار الدكتور أحمد مستجير ليكون شخصية المعرض، بينما كانت الكاتبة فاطمة المعدول هي شخصية معرض كتاب الطفل، هذه الاختيارات لم تكن عشوائية، بل جاءت لتكريم المبدعين الذين يسهمون في إثراء الساحة الثقافية والفكرية.
يُعدّ هذا الإنجاز القياسي معبرًا عن مكانة معرض القاهرة الدولي للكتاب كحدث ثقافي رائد يشد إليه الجمهور من مختلف الفئات العمرية والخلفيات، وفي ظل هذا النجاح، يستمر المعرض في رسم مستقبلٍ واعد للثقافة والقراءة في مصر، مؤكّدًا أن الكلمات قادرة على تغيير العالم وإلهام الأجيال القادمة.
