تشهد المملكة العربية السعودية تطورات سكانية ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، وتتصاعد التوقعات حول عدد سكانها في المستقبل القريب، ولا سيما لعام 2025، وقد صدرت تقديرات عدة من مصادر مختلفة تُظهر تنوعاً في الأرقام، وهو ما يعكس اختلاف النماذج والأساليب التحليلية المعتمدة في حساب عدد السكان.
عدد سكان السعودية المتوقع في عام 2025
وفقاً لموقع Trading Economics، يُتوقع أن يصل عدد سكان المملكة إلى حوالي 36.4 مليون نسمة في عام 2025، بينما يقدم موقع MacroTrends تقديراً أعلى حيث يصل العدد إلى حوالي 37,989,969 نسمة.
من جهة أخرى، تستند تقديرات مصلحة الإحصاءات والمعلومات السعودية إلى زيادة منطقية في عدد المواطنين؛ إذ يتوقع أن يرتفع عدد المواطنين السعوديين بنسبة 18% ليصل إلى نحو 25 مليون نسمة، مما يشكل حوالي 66% من إجمالي عدد السكان، ليصل العدد الكلي إلى حوالي 37.6 مليون نسمة. وفي المقابل، يشير موقع Worldometer إلى تقدير أقل نسبياً بحدود 34,566,328 نسمة.
أسباب اختلاف التقديرات
تعود الفروق في الأرقام إلى عدة عوامل منها:
- نماذج التوقع والنمو السكاني: يعتمد كل مصدر على معادلات رياضية وإحصائية مختلفة، تأخذ في الاعتبار معدلات المواليد والوفيات وكذلك تأثيرات الهجرة الداخلية والخارجية.
- السياسات الحكومية والتغيرات الاقتصادية: تلعب السياسات المتعلقة بتوطين الوظائف وتشجيع المواليد وتحسين مستوى المعيشة دوراً هاماً في تحديد معدلات النمو السكاني.
- تأثير العمالة الوافدة: تشكل العمالة الوافدة جزءاً كبيراً من السكان في المملكة، وقد تختلف نسبتها وتوزيعها بناءً على السياسات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية، ما يؤثر بدوره على الرقم النهائي للتعداد السكاني.
العوامل المؤثرة على النمو السكاني
من أهم العوامل التي تؤثر في التعداد السكاني للمملكة:
- معدلات المواليد والوفيات: تعتبر الزيادة الطبيعية من المؤشرات الأساسية للنمو السكاني، إذ تساهم زيادة عدد المواليد مقارنة بالوفيات في الارتفاع المستمر لعدد السكان.
- الهجرة والعمالة الوافدة: تستقطب السعودية عدداً كبيراً من العمالة الأجنبية بسبب الفرص الاقتصادية الواسعة، وهو ما يرفع من العدد الإجمالي للسكان، لكن سياسات توطين الوظائف قد تُحدث توازناً في هذه النسب.
- الإصلاحات والتخطيط العمراني: ضمن رؤية المملكة 2030، يتم العمل على تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة، وهو ما يسهم في تحسين جودة الحياة ويؤثر إيجابياً على النمو السكاني من خلال تعزيز استقرار السكان.
رؤية مستقبلية للسكان
يتوقع الخبراء أن يستمر النمو السكاني في المملكة، ليس فقط من خلال الزيادة الطبيعية، بل أيضاً بفضل التوسع في القطاعات الاقتصادية التي تجذب العمالة الماهرة، وتبرز أهمية مراقبة هذه المؤشرات لتحسين التخطيط العمراني وتوفير الخدمات الأساسية للسكان المتزايدين، كما أن الاستدامة في النمو السكاني تتطلب توازناً بين الموارد المتاحة والاحتياجات المستقبلية.
على الرغم من اختلاف الأرقام بين المصادر المختلفة، فإن التقديرات تشير إلى أن عدد سكان المملكة في عام 2025 سيتراوح تقريباً بين 34 إلى 38 مليون نسمة، ويعد هذا الرقم مؤشراً على التطور السريع الذي تشهده المملكة في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة.
وينبغي لصانعي القرار الاستمرار في متابعة هذه المؤشرات، وتطبيق السياسات المناسبة لتحقيق التوازن بين النمو السكاني والتنمية المستدامة، بما يضمن تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين.
طالع أيضاً: رحلة النمو.. نظرة على الاقتصاد السعودي من 2010 إلى 2023
