بعد إطلاق الحوثيين سراحها.. من هي سحر الخولاني؟

تُعد سحر الخولاني من الشخصيات التي أثرت المشهد الإعلامي والنضالي في اليمن، إذ برزت كإعلامية وناشطة حقوقية جريئة اتخذت من صوتها وسيلة لمواجهة الفساد والانتهاكات التي تمارسها الجماعات المسلحة، بدأت رحلتها في عالم الإعلام من خلال عملها في قناة “اليمن الفضائية” التي تُديرها جماعة الحوثي، إلا أنها سرعان ما اتخذت من منصاتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي منصة لنقل صورة أكثر واقعية عن معاناة الشعب اليمني والتحديات التي يواجهها في ظل سيطرة المليشيات.
من هي سحر الخولاني؟
هي إعلامية وناشطة حقوقية يمنية، عُرفت بجرأتها في انتقاد ممارسات جماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، عملت في قناة “اليمن الفضائية” التي تديرها الجماعة، لكنها استخدمت منصاتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على قضايا الفساد والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية.
لم تكن سحر الخولاني مجرد إعلامية عادية، بل كانت صوتاً مرتفعاً يعبر عن رفضها للظلم والفساد، فقد استخدمت سحر منصاتها الرقمية لتسليط الضوء على الانتهاكات والفساد الذي يمارسه الحوثيون في المناطق التي يسيطرون عليها، وكانت مقاطع الفيديو التي تنشرها تُظهر بوضوح معاناتها الشخصية والمجتمعية، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة وأثار جدلاً واسعاً على المستويين المحلي والدولي.
في سبتمبر 2024، شهدت اليمن حدثًا مقلقًا حين تم اختطاف سحر الخولاني من منزلها في صنعاء، ويُقال إنها نشرت قبل ذلك مقاطع فيديو تنتقد فيها قيادات الحوثي وتفضح ممارساتهم الفاسدة، إلى درجة أنها توقعت تعرضها للاعتقال. هذا الحدث لم يمر دون أن يثير موجة من التضامن والدعم، حيث دعا العديد من اليمنيين إلى التضامن معها والدفاع عن حريتها وكرامتها.
فترة الاحتجاز والإفراج
على مدار ما يقرب من ستة أشهر، واجهت سحر ظروف احتجاز صعبة، لكن روحها القوية وإصرارها على إيصال صوت الحقيقة لم يضعفا، وفي فبراير 2025، تم الإفراج عنها، حيث أعلنت عبر حسابها على فيسبوك عن نيتها في التحدث قريبًا عن وضعها وظروف الاحتجاز التي مرت بها، بالإضافة إلى الحديث عن أطفالها الذين كانوا معها في ذلك الوقت، وقد مثلت قصة سحر رمزًا للشجاعة والصمود في مواجهة القمع، وساهمت في تسليط الضوء على معاناة النساء اليمنيات في ظل النظام المظلم الذي يفرض قيودًا على حرية التعبير والنشاط المدني.
لم تكن قضية سحر الخولاني مجرد حادثة فردية، بل كانت نبضاً حقيقياً لمطالب الشعب اليمني بالحرية والكرامة، فقد أحدثت قصتها صدى واسعاً على وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، مما دفع العديد من الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية إلى التركيز على أوضاع النساء والنشطاء في اليمن. وتُظهر تجربتها كيف يمكن للصوت الواحد أن يُحدث تغييرًا، حتى في ظل ظروف قمعية تبدو صعبة التجاوز.
بفضل شجاعتها وإصرارها، تبقى سحر الخولاني رمزاً للنضال من أجل العدالة والحرية، وتُذكرنا دائمًا بأن الحقيقة مهما حاولت الجهات الظالمة كتمانها، فإنها تجد دومًا سبيلها إلى النور.
طالع أيضاً: تفاصيل محاكمة راشد الغنوشي و سمية الغنوشي وباقي أفراد الأسرة اليوم