سبب وفاة الشاعر مسفر الدوسري.. من هو؟

سبب وفاة الشاعر مسفر الدوسري ومعلومات عنه
فقد الوسط الثقافي والأدبي في الوطن العربي أحد أبرز أسمائه، الشاعر والإعلامي مسفر الدوسري، الذي وافته المنية مساء اليوم (الخميس) بعد صراع طويل مع المرض دام لأكثر من أربع سنوات. الشاعر، الذي كان يعتبر من رواد الشعر الشعبي في العصر الحديث، توفي إثر معاناته من آثار جلطة دماغية تعرض لها في سبتمبر 2019، والتي استدعت نقله إلى المستشفى العسكري بالرياض لتلقي العلاج.
وفيما كانت وفاته مفاجئة، إلا أن الراحل مسفر الدوسري كان قد ترك خلفه إرثًا أدبيًا وثقافيًا عميقًا. وفي أحد مقالاته، عبّر عن انحيازه لموسم الشتاء، مبررًا ذلك بقوله: “أنا أنحاز للشتاء… منحاز لما يتركه المطر من رائحة في جفاف الأرض…” مما يظهر ارتباطه العميق بالمشاعر الإنسانية التي كانت تشكل محركًا رئيسيًا في قصائده.
مسيرته الأدبية والإنجازات
ويعد مسفر الدوسري واحدًا من أبرز الأسماء الشعرية في الوطن العربي، وتحديدًا في مجال الشعر العامي، الذي استطاع أن يطور فيه بصمة فريدة من نوعها. وُلد الدوسري في بيئة ثقافية غنية بالتراث العربي، وكان لذلك تأثير عميق على مفرداته الشعرية التي امتازت بصدق التعبير وجمال الصورة.
وبدأ مسيرته الأدبية بنشر قصائده في الصحف والمجلات المحلية، حيث أظهرت هذه القصائد تأثيرًا كبيرًا على الجمهور العربي، بما في ذلك الأجيال الشابة التي وجدت في كلماته مرآة لمشاعرها وأحلامها. ولقد تميزت قصائده بالتركيز على الموضوعات الإنسانية والاجتماعية، ما جعله يبرز بين شعراء جيله.
وكان مسفر الدوسري من المساهمين الرئيسيين في تأسيس عدد من المجلات الشعرية الشعبية، مثل مجلة “المختلف”، “فواصل”، و”مشاعر”، حيث ساهم في إبراز الثقافة الشعرية في قالب معاصر يتناغم مع الواقع العربي. كما أصدر العديد من الأعمال الأدبية التي أكسبته احترامًا وتقديرًا واسعًا في الأوساط الأدبية.
إبداعاته الأدبية
ومن أبرز أعماله الأدبية ديواناه الشعريان “صحاري الشوق” و “لعيونك أقول”، بالإضافة إلى كتابه المميز “ما لم أقله شعراً”، الذي كان عبارة عن رحلة فكرية حول الحب والعلاقات الإنسانية، وكان بمثابة سرد لحكايات روحية مليئة بالمشاعر والتجارب الحياتية.
وكما يتميز شعره بالقدرة الفائقة على تصوير معاناة الإنسان وآماله بأسلوب فني راقٍ. إحدى قصائده الشهيرة “يمر الوقت على عكاز” تعتبر من أكثر قصائده تأثيرًا، حيث جسد فيها حالة الحزن والفقد بأسلوب مؤثر، مما جعلها تتردد على ألسنة محبيه طوال الأعوام.
رحيل شاعر ومبدع
ومسفر الدوسري كان شاعرًا لا يعبر فقط عن الحزن أو الفرح، بل كان قادرًا على أن يصل إلى أعماق الروح البشرية ويعبّر عن مشاعرها بكل صدق وعاطفة. وبذلك، استطاع أن يخلق لنفسه مكانة خاصة في قلوب معجبيه.
وفي قصيدته الشهيرة “يمر الوقت على عكاز”، كان يصف حزنه وفقده لأشياء غالية، وهو ما يعكس الحالة التي عاشها في أيامه الأخيرة. ورغم معاناته من المرض، إلا أن إرثه الأدبي سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال القادمة.
ولقد رحل مسفر الدوسري تاركًا وراءه قصائد تغنيها الأجيال، وأثرًا في عالم الشعر الشعبي لن يمحى بسهولة. في غيابه، تبقى كلماته خالدة، تسافر بنا إلى أعماق الذات الإنسانية وتجسد تفاصيل الحياة والمشاعر بأسلوب فني أصيل.
رحم الله الشاعر الجميل مسفر الدوسري.. هنا نص حواري معه قبل 27 عاماً إلا قليلا.. ونشرته #عكاظ حينذاك ⬇️
العدد 11254 الاثنين 4 صفر 1418هـ الموافق 9 يونيو 1997م
مسفر الدوسري.. احترقت أصابعه فأصبح شاعرًا:
الشعر ما كان في مُتنَاول اليد؛ ليصبح في متناول الروح
يعترف الشاعر مسفر… pic.twitter.com/YPBcUZTQXG
— علي مكي (@ali_makki2) January 16, 2025