قصة نجاح ملهمة.. سلطان الصارخي من بائع على الأرصفة إلى قائد في التنمية البشرية

في لحظة مليئة بالحزن، ودعت محافظة الظاهرة أحد أبنائها المخلصين، سلطان بن سيف الصارخي، الذي شكل نموذجًا للإنسانية والعطاء. عُرف الراحل بمسيرته الحافلة بالعمل في القطاع الصحي وتطوير الذات، وترك إرثًا عميقًا في مجتمعه ومجالات عمله.

بداية متواضعة ونضال مستمر

ونشأ سلطان الصارخي يتيماً في ظروف صعبة، حيث عمل منذ صغره على أرصفة الطرقات بائعاً للخضروات والفواكه ليعيل عائلته. هذه البدايات البسيطة غرست فيه قيم الكفاح والالتزام، ليبدأ رحلته المهنية عام 2001 في وزارة الصحة بوظيفة “مضمد”، براتب بسيط لم يتجاوز 170 ريالاً. رغم ذلك، لم يدع سلطان ظروفه تقيده، بل كان يخصص جزءًا من راتبه القليل لتطوير نفسه عبر حضور دورات تدريبية.

تحديات المرض والعمل والنجاح

وأصيب سلطان بمرض السكري الذي شكل تحديًا صحيًا كبيرًا، لكنه لم يستسلم. بعد تجربة صحية قاسية، لجأ إلى برامج علاجية وتعليمية ساهمت في تحسين حالته الصحية وتطوير شخصيته. استغل هذه التجربة لصقل مهاراته في مجال التنمية البشرية، ليصبح مدرباً مطلوباً على المستويين المحلي والدولي.

سلطان الصارخي

تحدي أعداء النجاح

ورغم إبداعه، واجه سلطان مواقف سلبية، منها رفض مديره طلب إحدى الجهات الحكومية لتقديم برنامج تدريبي بسبب منصبه كـ”مضمد”. لكن بدلاً من التراجع، استثمر هذه اللحظة كحافز لتحقيق المزيد من النجاح.

إنجازات ومساهمات رائدة

وإلى جانب دوره في القطاع الصحي، شارك سلطان في تأسيس فريق الظاهرة للمواهب، مما ساهم في دعم الشباب وتنمية قدراتهم. كما شغل منصب المشرف الإداري والمالي بمستشفى تنعم، حيث أثبت جدارته وكفاءته.

سلطان الصارخي

رسالة تحفيزية للأجيال القادمة

وقصة سلطان الصارخي تلهم الشباب بأن النجاح لا يتحدد بالبدايات المتواضعة أو التحديات التي تواجههم. فالمهم هو الإرادة والإصرار على تحقيق الأحلام، مهما كانت الظروف. إن رحلته تعكس إمكانيات الإنسان في تجاوز العقبات وبناء مستقبل مشرق.

وسلطان الصارخي لم يكن مجرد موظف أو مدرب، بل كان رمزًا للأمل والإصرار، وستظل ذكراه ملهمة لكل من يسعى للارتقاء بذاته وتحقيق طموحاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى