تفاصيل وفاة الداعية حازم السراج في مصر.. وموعد ومكان الجنازة

انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور حازم درويش السراج عن عمر ناهز 75 عامًا، بعد حياة مليئة بالعمل الدعوي والخيري وخدمة المجتمع.

وتُقام صلاة الجنازة غدًا الجمعة الموافق 10 رجب 1446هـ بعد صلاة الظهر في مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر، وسيُدفن في مقابر المنير الكبيرة على طريق الدائري الأوسطي.

الداعية حازم السراج (1950-2025): سيرة حافلة بالدعوة والخدمة العامة
الداعية حازم السراج (1950-2025): سيرة حافلة بالدعوة والخدمة العامة

محطات في حياة الداعية حازم السراج

الميلاد والتعليم:

وُلد الشيخ حازم السراج في مدينة غزة في الثاني عشر من فبراير عام 1950. تلقى تعليمه الأساسي في مدرستي الكرمل واليرموك الإعدادية، وأكمل الثانوية العامة في مدرسة فلسطين الثانوية عام 1968. حصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة بلنسية في إسبانيا عام 1979، ثم نال درجة الماجستير في طب العيون من جامعة أليكانتي عام 1985.

النشاط الطلابي والدعوي:

أثناء دراسته الجامعية، نشط في دعم الطلبة العرب والمسلمين، وكان عضوًا في مركز الطلبة العرب ومجمع المسلمين الناطقين بالعربية، وشارك في مؤتمرات تربوية وتعليمية في الجامعات الأوروبية.

العودة إلى غزة والعمل الخيري:

بعد عودته إلى قطاع غزة، كرس حياته للعمل الدعوي والاجتماعي. ألقى خطبًا ومحاضرات في المساجد والمدارس والجامعات. شارك في تأسيس عدة جمعيات خيرية منها جمعية الزكاة الخيرية وجمعية مكة الخيرية، كما ترأس جمعية دعم الشفاء الخيرية ومعهد الأمل للأيتام حتى عام 2018.

الفكر والمواقف السياسية:

تبنى الشيخ حازم السراج الفكر الإسلامي الوسطي، واهتم بالقضايا الفلسطينية، حيث انتقد اتفاق أوسلو ورأى فيه تمزيقًا للشعب الفلسطيني. دعا إلى وحدة الصف الفلسطيني ورفض الانقسام، مؤكدًا على حق الشعب الفلسطيني في استخدام كافة أشكال النضال ضد الاحتلال.

التأليف والأبحاث:

ألف كتاب “نظرات في تاريخنا القديم” (1983) وكتب دراسة حول نظرية داروين للتطور (1982).

المعاناة والتحديات:

عانى الشيخ حازم السراج من الملاحقة والاعتقال خلال الانتفاضة الأولى، وتعرض للتحقيق والتهديد من قوات الاحتلال بعد خطب الجمعة. كما مُنع من دخول الضفة الغربية والداخل المحتل لفترات طويلة.

  • إرثه وميراثه
  • يترك الشيخ حازم السراج إرثًا غنيًا من العمل الخيري والدعوي، بالإضافة إلى مواقفه الراسخة في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
  • نسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يجعل أعماله في ميزان حسناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
«الشيخ حازم السراج.. حياة ملهمة في الدعوة وخدمة المجتمع»
«الشيخ حازم السراج.. حياة ملهمة في الدعوة وخدمة المجتمع»

«رحيل حازم السراج.. داعية الإنسانية والإسلام الوسطي»

الداعية حازم السراج، الذي وافته المنية مساء الخميس 9 يناير 2025 بمصر بعد صراع مع المرض، كان رمزًا للتفاني في الدعوة الإسلامية والخدمة العامة. ومنذ نشأته في حي الرمال بمدينة غزة، نشأ في كنف التعليم الديني على يد الشيخ أحمد ياسين، مما أسهم في تكوين شخصيته الدينية المميزة التي جعلت منه داعية فريدًا استطاع أن يجذب الناس إليه بأسلوبه الراقي والمقنع.

وبدأ السراج مشواره الدعوي في إسبانيا حيث التحق بكلية طب العيون، وهناك تولى رئاسة المركز الإسلامي وأصبح ممثلاً رسميًا للجالية الإسلامية لدى وزارة العدل الإسبانية. خلال إقامته في إسبانيا، كان لقاؤه بشخصيات إسلامية بارزة مثل الشيخ يوسف القرضاوي والمفكر محمد قطب، عاملًا في صقل شخصيته وإثراء تجربته الدعوية.

وتميز السراج بأسلوبه الذي يبتعد عن التهديد والوعيد، ويعتمد على تقديم الدين بأسلوب جذاب ومقنع. كان مكتبه في غزة ملاذًا للمحتاجين، حيث كان يستمع إلى مشاكلهم ويسعى لإيجاد حلول واقعية لها. قصصه مع من دخلوا الإسلام على يديه، مثل الإسباني الذي غير مجرى حياته واعتنق الإسلام، تعكس عمق تأثيره الإنساني والدعوي.

وفي حياته الأسرية، كان السراج نموذجًا في اختيار شريكة حياته وتربية أبنائه. رغم ندرة المحجبات في حي الرمال آنذاك، تزوج من فتاة محجبة رزقه الله منها أربع بنات وولدًا، عمل على تربيتهم وتعليمهم على النهج الإسلامي الصحيح.

وعلى مدار سنواته، واجه السراج العديد من القضايا المعقدة التي تتراوح بين الجهل بالأمور الدينية وقضايا الشرف والمشكلات الاجتماعية، حيث كان يحاول دائمًا تقديم الحلول العملية والنصائح الدينية بأسلوب يقربه من الناس.

وبرحيل حازم السراج، فقدت الأمة الإسلامية واحدًا من أبرز دعاتها الذين أثروا في قلوب الناس بأخلاقهم ودعوتهم الصادقة. سيرته الحافلة بالدعوة وخدمته للناس تبقى إرثًا خالدًا يلهم الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى