أخبار الثقافة والفن

عقد من التحولات.. ماذا حدث للفن المصري بين 2013 و 2023؟

شهدت السنوات العشر الأخيرة في مصر تحولات عميقة على كافة الأصعدة، وكان للفن نصيب وافر من هذه التغيرات، فمن ثورة يناير 2011 وما تلاها من أحداث سياسية واجتماعية، إلى التطور التكنولوجي المتسارع وتأثيره على وسائل الإنتاج والاستهلاك الفني، وصولاً إلى جائحة كورونا التي فرضت تحديات جديدة، مر الفن المصري برحلة مليئة بالمنعطفات والتجارب.

السينما: بين الواقعية والكوميديا

شهدت السينما المصرية خلال العقد الأخير تنوعاً في الموضوعات والأفكار المطروحة، فمن الأفلام التي عكست الواقع السياسي والاجتماعي الصعب، مثل “اشتباك” و “الشيخ جاكسون”.

إلى الأعمال الكوميدية التي حظيت بشعبية واسعة، مثل “لف ودوران” و “خيال مآتة”، مروراً بالأفلام التاريخية والدينية التي حققت نجاحاً كبيراً، مثل “الممر” و “كيرة والجن”، اتضح جلياً سعي السينما المصرية لاستيعاب التغيرات والتجاوب مع اهتمامات الجمهور.

الدراما التلفزيونية: منافسة شرسة ومسلسلات قصيرة

شهدت الدراما التلفزيونية طفرة إنتاجية كبيرة خلال شهر رمضان من كل عام، مع تنافس شرس بين القنوات والمنتجين على جذب أكبر عدد من المشاهدين، كما برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة المسلسلات القصيرة (15 حلقة) التي حظيت بقبول واسع، مثل “ليه لأ” و “خلي بالك من زيزي”.

الموسيقى: صعود الأغنية الشبابية وانتشار الأغاني الهابطة!

شهدت الموسيقى المصرية تحولاً كبيراً مع صعود موجة جديدة من الأغاني الجميلة والشبابية، فقد قدم عدد من الفنانين مثل محمد حماقي وتامر حسني وعمرو دياب وحمزة نمرة عدة أغاني جديدة نالت شهرة واسعة.

بينما على الجانب الآخر والمُحبط، حظيت موسيقى المهرجانات الشعبية بانتشار سلبي كبير، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين، وهي المقاطع الغير فنية التي يملؤها الصخب والنشاز وتحتوي على كلمات بذيئة وغير ملائمة.

المسرح: بين الاستمرارية والتحديات

واصل المسرح المصري تقديم عروضه بالرغم من التحديات التي واجهها، من ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى تراجع الإقبال الجماهيري، وشهدت السنوات الأخيرة عودة بعض النجوم الكبار إلى خشبة المسرح، مثل يحيى الفخراني ومحمد صبحي.

الفنون البصرية: مساحات جديدة واهتمام عالمي

شهدت الفنون البصرية في مصر تطوراً ملحوظاً، مع ظهور جيل جديد من الفنانين الذين قدموا أعمالاً مميزة وحظيت باهتمام محلي ودولي.

كما شهدت السنوات الأخيرة افتتاح العديد من المعارض الفنية والمساحات الثقافية التي ساهمت في إثراء المشهد الفني.

التحديات والفرص:

على الرغم من التطور الملحوظ الذي شهده الفن المصري خلال العقد الأخير، إلا أنه لا يزال يواجه العديد من التحديات، من أبرزها:

  • رقابة الدولة: التي تحد من حرية الإبداع وتفرض قيوداً على بعض الموضوعات والأفكار.
  • الأزمة الاقتصادية: التي تؤثر على حجم الإنتاج وتكاليفه.
  • تغير ذائقة الجمهور: وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية على استهلاك الفن.

ومع ذلك، تظل هناك فرص كبيرة لتطوير الفن المصري وتعزيز دوره في المجتمع، من خلال:

  1. دعم الإبداع والمواهب الشابة.
  2. توفير بيئة حاضنة للفنون.
  3. تعزيز التعاون والتبادل الثقافي.
  4. الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في الإنتاج والتوزيع.

ختاماً، يمكن القول أن الفن المصري مر خلال العقد الأخير برحلة تحولات وتحديات، ولكنه استطاع أن يثبت قدرته على التجدد والتأقلم مع المتغيرات، ليظل رافداً مهماً للهوية الثقافية المصرية.

طالع أيضاً: نحو استخدام واعٍ.. كيف نحمي صحتنا النفسية في عصر التكنولوجيا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى