من هو رياض حجاب المرشح المحتمل للرئاسة في انتخابات سوريا القادمة؟
تصدّر اسم رياض حجاب المشهد السياسي السوري مجددًا، مع تزايد الأنباء حول احتمال توليه منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية، وذلك بعد التطورات الأخيرة التي أطاحت بنظام بشار الأسد، التقارير الإعلامية، بما في ذلك ما نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أشارت إلى أن حجاب قد يكون الخيار الأمثل للمرحلة الانتقالية، في ظل رغبة الولايات المتحدة في تجنب التعامل مع شخصيات مثيرة للجدل، مثل محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام.
من هو رياض حجاب؟
يُعد رياض فريد حجاب (اسمه بالكامل) من أبرز الشخصيات السياسية السورية، إذ استطاع خلال مسيرته التنقل بين أدوار سياسية مختلفة، بدءًا من المناصب الحكومية وصولًا إلى قيادة المعارضة، وُلد رياض حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور، ونشأ في كنف بيئة شعبية ساعدته في بناء خبراته الاجتماعية والسياسية.
حصل رياض حجاب على بكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق، وهو التخصص الذي ساهم في منحه فرصة العمل في القطاعات الحكومية المرتبطة بالزراعة والتنمية الريفية، لم يكتف بذلك، بل واصل تعليمه للحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، ما عزز مكانته المهنية ومكّنه لاحقًا من تسلّم مناصب مرموقة في الحكومة السورية.
المسيرة السياسية قبل الانشقاق
بدأت مسيرة رياض حجاب السياسية من خلال انضمامه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الحاكم في سوريا آنذاك، بفضل مهاراته القيادية، تدرّج في عدة مناصب حزبية وحكومية، كان أبرزها:
- رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في دير الزور، حيث بدأ مسيرته السياسية في بيئة طلابية.
- الأمين العام لفرع حزب البعث في دير الزور، وهو منصب سياسي مهم على مستوى المحافظة.
- محافظ القنيطرة (2008 – 2011)، وهي فترة شهدت نشاطات مهمة في المحافظة.
- محافظ اللاذقية (2011)، حيث عُيّن في هذه المحافظة الحساسة خلال فترة توتر سياسي كبير في سوريا.
- وزير الزراعة (2011) في حكومة عادل سفر، ما أتاح له فرصة المشاركة في القضايا الزراعية والتنموية على المستوى الوطني.
- رئيس مجلس الوزراء (2012): عيّنه بشار الأسد رئيسًا للوزراء، وهو المنصب الأعلى الذي شغله حجاب خلال مسيرته الحكومية.
قرار الانشقاق والانضمام إلى المعارضة
بعد شهرين فقط من تسلمه منصب رئيس الوزراء، أعلن رياض حجاب انشقاقه عن النظام في أغسطس 2012، وهو القرار الذي شكل صدمة كبيرة للنظام السوري، نظرًا لحساسية المنصب الذي كان يشغله.
تمكّن حجاب من مغادرة سوريا مع عائلته إلى الأردن، حيث ظهر في تصريحات إعلامية أكد فيها أنه لم يستطع المضي قدمًا في دعم النظام، في ظل ما وصفه بـ”السياسات القمعية” التي يمارسها النظام بحق الشعب السوري، انضمامه إلى المعارضة السورية عزز صورته كرمز للمعارضة المعتدلة، وأصبح أحد أبرز الشخصيات المعارضة في الخارج.
الدور القيادي في المعارضة السورية
بعد وصوله إلى الأردن، ازداد دور رياض حجاب في المعارضة السورية، حيث شغل في 2015 منصب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، وهي الجهة التي كانت مسؤولة عن قيادة المفاوضات مع النظام السوري تحت رعاية الأمم المتحدة.
لم يكن دور حجاب في هذا المنصب سهلاً، حيث واجه تحديات كبيرة بسبب تعقيدات المشهد السياسي السوري، وتباين وجهات النظر بين مختلف الأطراف الدولية المعنية بالملف السوري، ورغم الجهود التي بذلها في المفاوضات، قدم استقالته في 2017 بسبب خيبة أمله من التسويات الدولية التي رآها لا تنصف الشعب السوري ولا تحقق طموحاته.
إمكانية الترشح في الانتخابات المقبلة
بعد سقوط نظام الأسد، برز اسم رياض فريد حجاب مجددًا كأحد المرشحين البارزين لتولي رئاسة الحكومة الانتقالية، ولكن تم الإعلان رسمياً عن تعيين محمد البشير في المنصب، لتتأجل حظوظ حجاب للانتخابات القادمة للرئاسة في سوريا والتي يُتوقع أن يترشح فيها على منصب الرئاسة.
ووفقًا لتقارير صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، فإن اختياره لهذا المنصب قد يكون خطوة استراتيجية تهدف إلى تجنب التعامل مع شخصيات مثيرة للجدل، مثل محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، الذي تصنّفه الولايات المتحدة كـ”إرهابي”.
يبقى رياض فريد حجاب واحدًا من الشخصيات السورية الأكثر تأثيرًا في المشهد السياسي، فقد نجح في الانتقال من صفوف النظام إلى صفوف المعارضة، وبرز كوجه معتدل يحظى بثقة الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
اليوم، ومع الحديث المتزايد عن انتخابات رئاسية في سوريا، يُنظر إلى حجاب على أنه أحد أبرز المرشحين لقيادة المرحلة المقبلة، حيث يتمتع بتجربة سياسية عميقة، إلى جانب تمتعه بدعم دولي وقبول شعبي، إذا تولى هذا الدور، فإنه سيواجه مسؤوليات جسيمة تتطلب رؤية سياسية واضحة وقدرة على إدارة التوازنات الداخلية والإقليمية المعقدة.
اقرأ أيضاً: من هو محمد البشير ويكيبيديا تعرف على رئيس مجلس الوزراء السوري المكلف بتشكيل حكومة الإنقاذ