توفى الفنان الشعبي محمد صالح الدحل، الشهير بلقب “الدحل” صباح اليوم الأحد الموافق 8 ديسمبر 2024 بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد ترك غيابه فراغًا كبيرًا في المشهد الفني الجنوبي، حيث عُرف بأسلوبه الساخر وأغانيه اللاذعة التي لامست هموم الناس وعبرت عن تطلعاتهم وقضاياهم اليومية.
انتشر خبر وفاة الفنان محمد صالح الدحل وسط حالة من الحزن العميق بين أهالي سوق الكدر بمدينة كريتر، الذين نعوه بكلمات مؤثرة، مستذكرين دوره الفريد في توثيق معاناة الشارع الجنوبي من خلال أغانيه، حيث لطالما كانت كلماته الحادة وصوته الجريء لسان حال المواطن البسيط، مما جعله يحظى بمكانة استثنائية في قلوب الجماهير.
وقد اشتهر محمد صالح الدحل بتوظيف الفن كأداة للنضال السلمي، حيث استطاع بأسلوبه الساخر أن يبرز التحديات التي يعاني منها المواطن الجنوبي، أغانيه كانت مرآة تعكس واقع المجتمع، من أزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى تدهور الخدمات الأساسية الأخرى، كان صوته يُعدّ بمثابة صوت الشارع، وهو ما منحه شعبية واسعة، لا سيما بين فئة الشباب الذين وجدوا في أغانيه تعبيرًا صادقًا عن معاناتهم.
لعب محمد صالح الدحل دورًا بارزًا في الحراك الجنوبي، حيث اعتبره البعض أحد رموز المقاومة السلمية، فقد استخدم كلماته اللاذعة كأداة ضغط للتعبير عن مطالب الشارع، صوته لم يكن مجرد وسيلة ترفيه، بل كان دعوة للتغيير وإيصال صوت الفئات المهمشة والمظلومة.
وقد قدّم الراحل العديد من الأعمال التي تركت بصمة في وجدان محبيه، وتميزت أغانيه بالجرأة في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية، منها أغاني تناولت أزمة انقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات العامة، بالإضافة إلى أعمال وطنية تدعو إلى الوحدة والتكاتف بين أبناء الجنوب وأغاني اجتماعية ناقشت قضايا الشباب والمرأة وغيرها.
طالع أيضاً: من هو الدكتور لقاء مكي ويكيبيديا السيرة الذاتية وبعض المعلومات عنه
