ازدادت التساؤلات مؤخرًا حول شخصية احمد الشرع الملقب بـ الجولاني ويكيبيديا، قائد هيئة تحرير الشام، إحدى أبرز الجماعات المسلحة في سوريا، ورغم محاولاته لإعادة تشكيل صورته على الساحة الدولية، لا يزال الجدل مستمرًا بشأن دوره في المشهد السوري وتحوّلات علاقته مع القوى المتصارعة.
من هو احمد الشرع الملقب بـ الجولاني ويكيبيديا
ولد الجولاني في دير الزور، حيث كان والده موظفًا حكوميًا، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى إدلب، بعد حصوله على الشهادة الثانوية، التحق بكلية الطب، لكنه لم يكمل دراسته، إذ غادر إلى العراق عام 2003 للانضمام إلى تنظيم القاعدة، تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، هناك، تدرج في المناصب ليصبح رئيس عمليات التنظيم في محافظة نينوى، حيث أثبت كفاءته العسكرية.
اعتُقل الجولاني في العراق من قبل الجيش الأمريكي، وقضى فترة في معسكر بوكا، حيث درّس اللغة العربية للسجناء، مما عزّز مكانته بينهم، بعد إطلاق سراحه عام 2008، عاد للعمل مع أبو بكر البغدادي، قبل أن يُكلّف لاحقًا بتأسيس فرع جديد في سوريا تحت اسم “جبهة النصرة”.
من “النصرة” إلى “فتح الشام” ثم “تحرير الشام”
مع اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011، كان للجولاني دور بارز في تأسيس جبهة النصرة، التي تحوّلت لاحقًا إلى جبهة فتح الشام، قبل أن يُعلن في 2017 عن دمجها مع جماعات أخرى تحت راية “هيئة تحرير الشام”، هذه الخطوة جاءت في إطار محاولاته لفك ارتباط الجماعة بتنظيم القاعدة، وهو ما أثار تساؤلات حول دوافع هذا القرار.
ورغم ولائه السابق لتنظيم القاعدة، رفض الجولاني دمج “النصرة” مع تنظيم داعش عام 2013، ما تسبب في اشتباكات بين الطرفين، بدلاً من ذلك، أعلن ولاءه لأيمن الظواهري، زعيم القاعدة، إلا أنه لاحقًا سعى إلى فك ارتباطه بها، خاصة بعد التحول إلى هيئة تحرير الشام.
الموقف من الغرب ومراجعة الخطاب
في عام 2021، فاجأ الجولاني الكثيرين بتصريحاته خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث، حيث قال إن هيئة تحرير الشام لا تشكّل أي تهديد للولايات المتحدة، داعيًا الإدارة الأمريكية إلى رفع اسمه من قوائم الإرهاب، جاءت هذه التصريحات كجزء من محاولة لتحسين صورته دوليًا، خاصة في ظل تزايد العزلة التي فرضتها التصنيفات الإرهابية عليه.
في ديسمبر 2024، وبعد اندلاع الهجوم، انتشرت شائعات عن مقتل الجولاني في غارة جوية روسية، وهو ما دحضته هيئة تحرير الشام سريعًا، ولمزيد من التأكيد، ظهر الجولاني في 4 ديسمبر، خلال زيارة لقلعة حلب، بعد أن استولت قواته على المنطقة، لتبديد الشائعات التي تداولتها وسائل الإعلام.
تكتم حول الحياة الشخصية
وعلى الصعيد الشخصي، لا يُعرف الكثير عن حياة الجولاني، حيث يحرص على إخفاء هويته والابتعاد عن الأضواء، ويُقال إنه يلتزم بإجراءات أمنية صارمة في لقاءاته، ويرفض الكشف عن أعداد مقاتليه أو مصادر تمويل جماعته، ما يضيف مزيدًا من الغموض إلى شخصيته.
رغم المحاولات المتكررة لإبعاده عن المشهد، يظل الجولاني شخصية رئيسية في الساحة السورية، وبينما يواصل سعيه لتحسين صورته الدولية، يبقى السؤال الأهم، هل سينجح في فك ارتباطه بالتصنيفات الإرهابية، أم أن ماضيه سيظل يلاحقه؟
طالع أيضاً: ما حقيقة هروب الرئيس السوري بشار الأسد من العاصمة دمشق إلى إيران؟
