ما مصير الشرق الأوسط بعد فوز ترامب برئاسة أمريكا؟

يثير فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 تساؤلات مهمة حول مستقبل الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة ومواقفه السابقة الصارمة.

تأثير فوز ترامب على الملف الإيراني وموازين القوى

عاد ترامب بنهجٍ يبدو أنه سيعتمد سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران، حيث تركزت سياساته في فترته السابقة على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتشديد العقوبات على طهران، ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني وأدى إلى تصعيد التوترات الإقليمية، ومن المحتمل أن يتكرر هذا النهج، خاصة في ظل استمرار دعم إيران لفصائل مسلحة مثل “حزب الله” و”الحوثيين” و”حماس” والتي تعتبرها واشنطن من عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة.

عودة التحالف الأمريكي الخليجي

من جهة أخرى، قد يشهد الشرق الأوسط تحولات فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية مع الدول الخليجية، خصوصًا السعودية، كان ترامب حليفًا قويًا للرياض، حيث اتسمت سياساته في فترته السابقة بتجنب انتقاد سجل حقوق الإنسان، مع التركيز على المصالح الاقتصادية والأمنية.

ومع ذلك، فإن عودة ترامب قد تُخفف من الضغوط التي واجهتها دول الخليج من إدارة بايدن، بما في ذلك قضايا حقوق الإنسان وتقليص إنتاج النفط. قد يسعى ترامب كذلك إلى تعزيز “اتفاقيات أبراهام” التي كانت تهدف لتعميق علاقات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، وربما إضافة دول جديدة إلى قائمة الدول المطبعة مع إسرائيل.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

أما بالنسبة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فمن المتوقع أن يدعم ترامب بشكل أكبر حكومة اليمين الإسرائيلي ويعزز من موقفه الرافض لحل الدولتين، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التوترات مع السلطة الفلسطينية، التي لطالما عارضت مواقف ترامب وتوجهاته حول القدس والمستوطنات، وقد تبرز تحديات جديدة تتعلق بمساعي إسرائيل للتوسع الاستيطاني، في ظل غياب أي ضغط أمريكي للحد من ذلك.

تغييرات محتملة في العلاقات الإقليمية وتحالفات جديدة

على صعيد آخر، قد تتجه واشنطن نحو تقليل تدخلاتها العسكرية المباشرة، وهو ما قد يدفع بعض الدول الإقليمية إلى تعزيز علاقاتها الأمنية الخاصة أو البحث عن شركاء جدد لضمان استقرارها، خاصة في سوريا والعراق. وفي الوقت نفسه، قد تستمر الولايات المتحدة في مراقبة النفوذ الإيراني المتنامي، مع تركيز أكبر على فرض العقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية.

يعني فوز ترامب عودة السياسة الخارجية التي تركز على المصالح الأمريكية المباشرة والصفقات التجارية بدلًا من التدخلات العسكرية أو الالتزامات الدبلوماسية المكلفة، وهو ما قد يعيد رسم التحالفات ويزيد من التغيير في المشهد الإقليمي.

طالع: شاهد مناظرة ترامب وكامالا هاريس كاملة مترجمة للعربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى