من هو محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي؟

انتخب السياسي العراقي محمود المشهداني رئيسًا لمجلس النواب العراقي للمرة الثانية، بعد أن حصل على ثقة الأعضاء في 31 أكتوبر 2024، ويعتبر المشهداني أحد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية العراقية، حيث تولى سابقًا منصب رئيس مجلس النواب من عام 2006 حتى عام 2009، ليصبح أول رئيس برلمان بعد الغزو الأمريكي وسقوط النظام السابق في العراق، ومن خلال مسيرته الطويلة، أسهم المشهداني في توجيه دفة البرلمان نحو العديد من القرارات المصيرية، وساهم في صياغة دستور العراق بعد العام 2003.
من هو محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي؟
وُلد محمود المشهداني عام 1948 في بغداد، حيث تلقى تعليمه الأولي، قبل أن يلتحق بكلية الطب عام 1966 ويتخرج منها عام 1972 برتبة ملازم أول طبيب، وقد بدأ حياته العملية كطبيب في الجيش العراقي، وواصل العمل الطبي لسنوات حتى بدء التغيير السياسي الكبير في العراق، ومع الغزو الأمريكي وسقوط النظام في 2003، انخرط المشهداني في العمل السياسي، حيث كان من أوائل الشخصيات السياسية التي ساهمت في إعادة تشكيل الهيئات العراقية الدستورية والتنفيذية.
في عام 2004، ساهم المشهداني في تأسيس مجلس الحوار الوطني، وكان أحد أعضاء لجنة صياغة الدستور العراقي، كما انتخب رئيسًا لمجلس النواب في مارس 2006، حيث كانت فترة توليه مليئة بالتحديات الصعبة والتحولات السياسية المعقدة، وفي سبتمبر 2006، أعرب عن قلقه إزاء المصالحة الوطنية، محذرًا من أن فشلها قد يؤدي إلى غرق “القارب” العراقي، وهو تعبير يعكس فهمه العميق لحساسية الوضع السياسي والأمني في البلاد.

مشاكل المشهداني في البرلمان
واجه المشهداني تحديات داخل البرلمان ذاته، حيث تعرّض لضغوط سياسية وصلت ذروتها عندما توصلت الكتل السياسية العراقية إلى توافق على استبداله في يونيو 2007، على خلفية نزاع مع نائب شيعي، وقد أثارت تعليقاته حول العمليات الانتحارية المناهضة للقوات الأميركية جدلاً كبيرًا، إذ وصف منفذي هذه العمليات ضد الجنود الأميركيين بأنهم “أبطال”، مما عرّضه لانتقادات داخلية ودولية.
جاءت استقالته من رئاسة البرلمان في ديسمبر 2008 بعد أن شهد البرلمان حالة من الفوضى بسبب الجدل حول إطلاق سراح الصحفي منتظر الزيدي، الذي ألقى حذاءه على الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر صحفي، وافق البرلمان على استقالته في 23 ديسمبر من العام نفسه، ليختتم مرحلة كانت مليئة بالتوترات والصراعات السياسية.
الجانب الأدبي من محمود المشهداني
إلى جانب عمله السياسي، يشتهر المشهداني بجانبه الأدبي، حيث أصدر ديوان شعر بعنوان “عندما تذبل ورود الزعفران” عام 2007، كما نشر كتبًا ومجموعات أدبية أخرى تناولت رؤاه حول الوطنية والسياسة والحياة في العراق، ومن أبرز أعماله الأدبية الأخرى كتاب “سفر ختام الخواتيم من عهد الحزن القديم” الذي صدر عام 2011، والذي يعكس من خلاله أفكاره وتجاربه الشخصية.
بعد سنوات من العمل السياسي والأدبي، عاد المشهداني إلى رئاسة البرلمان بانتخابه في أكتوبر 2024، مستعيدًا دوره في مرحلة جديدة تتسم بتحديات تتعلق بالاستقرار السياسي والإصلاحات، ويأمل العراقيون أن يواصل المشهداني جهوده في تحقيق التوافق السياسي، مستفيدًا من خبراته السابقة وتجربته الطويلة في العمل التشريعي.
اقرأ أيضاً: من هي الاميرة رسيس ال سعود ويكيبيديا | السيرة الذاتية