كشف أسرار مخفية وأثار قلق العالم.. ماذا يحمل كتاب الحرب لبوب وودوارد؟

في كتابه الجديد “الحرب”، يستعرض الصحفي الأمريكي بوب وودوارد إحدى أكثر الفترات توترًا وتشعبًا في السياسة الأميركية، مسلطًا الضوء على طريقة تعاطي إدارة الرئيس جو بايدن مع أحداث حاسمة أثرت في العالم.
ويعتمد وودوارد في كتابه على أسلوبه الاستقصائي المعهود، كاشفًا حوارات من خلف الكواليس ونقاشات سياسية حساسة في أروقة القرار الأميركي حول ملفات ثلاث حروب شائكة: النزاع الروسي – الأوكراني، والتوتر في الشرق الأوسط، والمعركة الداخلية المتعلقة بالصراع الرئاسي الأميركي.
لاقى الكتاب اهتمامًا واسعًا من قبل المتابعين للشأن الأميركي والعالمي، نظرًا لما يحتويه من معلومات دقيقة حول سياسة واشنطن، ويمثل “الحرب” نافذة استثنائية لتتبع المشهد السياسي الأميركي من زاوية داخلية، في ظل ما كشفه وودوارد عن تناقضات إدارة بايدن، والانقسامات الواضحة في مواقفها تجاه الأحداث العالمية الكبرى.
ماذا يحمل كتاب الحرب لبوب وودوارد؟
يتناول وودوارد في “الحرب” كواليس اتخاذ القرار الأميركي حيال النزاع الروسي – الأوكراني، مبرزًا ردود الفعل في إدارة بايدن حيال التحركات الروسية على الحدود الأوكرانية.
ويعرض تفاصيل دقيقة حول اللقاءات والمشاورات حول طاولة واشنطن، حيث تكشف السرديات عن موقف بايدن المتشدد تجاه موسكو، والتدابير التي اتخذتها إدارته بالتنسيق مع حلفاء أوروبا لدعم القوات الأوكرانية، مع إشارة إلى تحفظ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بداية الأمر.
تطرق الكتاب أيضاً إلى جانب حساس في السياسة الأميركية بشأن الشرق الأوسط، حيث أورد وودوارد لقاءات سرية بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن وعدد من القادة العرب بعد أحداث السابع من أكتوبر، ووفق الكتاب، دارت هذه اللقاءات حول قضية “حماس”، حيث أعرب بعض القادة العرب عن رغبتهم في تفكيكها نهائيًا، يشير وودوارد إلى ارتباط “حماس” بجماعة الإخوان المسلمين، وهي نقطة حساسة أسهمت في تعقيد الموقف الأميركي.
يكشف الكتاب عن تصريحات مهمة لبايدن بشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي سلطت الضوء على توترات العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، ويبرز الكتاب التباين الكبير في الرؤى، ما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى التفاعلات الدبلوماسية بين الحليفين التاريخيين، هذه التصريحات تكشف كيف أثرت الخلافات الشخصية والسياسية في صنع القرار الأميركي خلال هذه الفترة.
يحاول وودوارد أيضًا نقل أجواء التوتر الذي ساد اللقاءات المغلقة، حيث لعب بلينكن دورًا بارزًا في التوسط وتفسير السياسات الأميركية تجاه حلفائها، ويشير الكتاب إلى أن بلينكن واجه ضغوطًا كبيرة من الأطراف كافة، وسعى جاهدًا إلى تقريب وجهات النظر بين القادة العرب وواشنطن، في ظل مطالبات واسعة بإعادة النظر في طريقة التعامل مع القضايا الإقليمية.
تتناول الفصول الأخيرة في “الحرب” مواقف متباينة بين أعضاء إدارة بايدن، خاصة حول كيفية إدارة أزمة أوكرانيا، ينقل وودوارد تفاصيل عن وجود انقسامات حول مسألة تقديم الدعم العسكري، مع تلميح إلى أن بايدن قد واجه بعض التحفظات الداخلية حيال تصعيد الصراع أو استفزاز موسكو، ورغم ذلك، تمكنت الإدارة من الوصول إلى إجماع حول تقديم المساعدات، مع تطورات أخرى في الخطة التكتيكية.
يُختتم الكتاب بتفاصيل جديدة تلقي الضوء على كواليس أخرى غير معلنة، منها استراتيجيات إدارة بايدن المستقبلية، وهو ما يعكس اهتمام الولايات المتحدة المستمر بإعادة توجيه مسار سياستها الخارجية، الكتاب يقدم في مجمله رسالة عن تحديات التوازن التي تواجهها أميركا بين دعم حلفائها، وإدارة الأزمات المعقدة، وتحقيق مصالحها.