ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. وحد الإمارات وبدأ عصرها الجديد
في ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نستذكر اليوم رجلًا استثنائيًا كان له دورٌ محوري في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ونقلها من مرحلة التخطيط والتأسيس إلى الازدهار والنمو، ولد الشيخ زايد في عام 1918 في منطقة العين بإمارة أبوظبي، وبدأ حياته محبًا للعمل والعلم والمعرفة، واضعًا نصب عينيه تحسين مستوى معيشة أبناء شعبه، وتعزيز دور بلاده على المستوى الإقليمي والعالمي.
رؤية الشيخ زايد في توحيد الإمارات
جاءت رؤية الشيخ زايد بتوحيد الإمارات العربية المتحدة في وقت كانت التحديات فيه عديدة، وأهداف التنمية تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة، وبالتعاون مع حكام الإمارات الأخرى، تم إعلان الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971، مما شكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة، إذ ساهمت قيادته في تحقيق الاستقرار والتعاون بين الإمارات السبع، مما أرسى قواعد راسخة للاتحاد الذي أصبح نموذجًا للوحدة والتنمية.
إنجازات الشيخ زايد في مجالات التنمية:
تجلت إنجازات الشيخ زايد في العديد من المجالات التي أسهمت في بناء دولة حديثة قائمة على أسس التعليم والصحة والبنية التحتية، فقد أطلق مشروعات ضخمة لتطوير الطرق والمستشفيات والمدارس، مدركًا أن البناء الحقيقي للدولة يبدأ من الاهتمام بالمواطنين. كذلك، حرص على توفير التعليم للجميع، ودعم تطور البنية التحتية التي جعلت من الإمارات مركزًا رئيسيًا للتجارة والاقتصاد في المنطقة.
كان الشيخ زايد من أوائل القادة الذين أبدوا اهتمامًا ملحوظًا بالبيئة، حيث أنشأ العديد من المحميات الطبيعية وشجّع على الزراعة والاستدامة، وكان يؤمن بضرورة الحفاظ على البيئة وموروثها الطبيعي، مما جعل الإمارات اليوم من الدول الرائدة في مجال الاستدامة وحماية البيئة، وهذا بفضل ما رسخه من قيم تجاه الموارد الطبيعية والأرض.
امتدت جهود الشيخ زايد الخيرية إلى خارج حدود الإمارات، حيث حرص على تقديم المساعدات الإنسانية للدول التي تعاني من الأزمات والحروب والكوارث، وأسست بلاده على يديه مبدأ العطاء العالمي، حيث تواصل الإمارات دعمها الإنساني لدول متعددة بفضل قيم العطاء التي غرسها الشيخ زايد، والتي أصبحت سمة مميزة في سياستها الخارجية.
إرث الشيخ زايد وذكراه اليوم
رحل الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004، لكن إنجازاته وقيمه ما زالت حية في قلوب الإماراتيين، وأصبح يوم رحيله ذكرى تخلّد مسيرة قائد محب لوطنه وأمته، ومن خلال مبادرات إنسانية تحمل اسمه، ومن خلال رؤية الإمارات السباقة نحو المستقبل، لا تزال روح الشيخ زايد وقيمه تشعّ في مختلف جوانب الحياة الإماراتية، ويستمر استذكار جهوده الحثيثة في بناء دولة ترتكز على أسس العدالة والمساواة والعطاء.
على خطى الشيخ زايد، تستمر القيادة الإماراتية اليوم في تطبيق رؤيته ونهجه في تحقيق المزيد من الإنجازات، وتسعى الإمارات لتحقيق الريادة في مجالات عدة، على رأسها الفضاء والطاقة المتجددة والابتكار، مجددة العهد على مواصلة طريق العطاء والعمل الدؤوب نحو تحقيق الرخاء لشعبها والمنطقة بأسرها.